نقلت شبكة "بي بي سي" البريطانية، عن طبيب يوناني قوله إن أحد الناجين على متن القارب الذي غرق، الأربعاء 14 يونيو/حزيران 2023، أخبره بوجود 100 طفل، بينما أخبر آخر بوجود 50 طفلاً، مضيفاً: "لا أعلم الحقيقة، لكن العدد كبير".
وقال طبيب مسؤول في مستشفى كالاماتا اليوناني، إن الناجين "قالوا لنا إن أطفالاً كانوا في مقدمة القارب. أطفال ونساء"، وأضاف أن المرضى زودوه بأرقام تقديرية.
ولقي ما لا يقل عن 78 شخصاً مصرعهم في الكارثة، وفق الأرقام الرسمية حتى الآن، لكن تقارير أشارت إلى أن ما يصل إلى 750 شخصاً كانوا على متن القارب، ولذا فمن المحتمل أن عدداً أكبر ما زال في عداد المفقودين، فيما أُنقذ نحو 104 أشخاص.
وأعلن خفر السواحل أن مركب الصيد -الذي كان يحمل الضحايا- انقلب في المياه الدولية قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية، في حين أعلنت السلطات اليونانية الحداد لمدة 3 أيام على ضحايا القارب.
"علينا أن نفعل شيئاً"
في السياق، قال الطبيب اليوناني، لشبكة "بي بي سي"، إن العدد الدقيق لجميع من كانوا على متن القارب كان 750 شخصاً. "هذا هو العدد الدقيق الذي أخبرني عنه الجميع"،
أضاف أن عائلات بعض الأطفال المصريين المفقودين أرسلوا له صوراً لأقاربهم، آملين أن يتعرف عليهم بعد معالجتهم.
وتابع قائلاً: "إنها مأساة، على الجميع في أوروبا عدم القبول بهذا الوضع. علينا أن نفعل شيئاً. على الجميع أن يفعل شيئاً كي لا يتكرر ذلك".
وسأل مراسل من قناة "آي إن تي 1" اليونانية أحد الناجين عما إذا كان هناك 100 طفل على متن القارب، فأجاب قائلاً: "نعم".
ونقلت "بي بي سي" عن شخص جاء من بريطانيا إلى اليونان أخبرها أن 4 من أقاربه على الأقل في عداد المفقودين، لافتاً إلى أنه حصل على تأكيد بالعثور على أحد أقاربه في مركز الإنقاذ، لكنه لم يحصل على معلومات بشأن الآخرين بعد.
بينما انهار رجل سوري يدعى قاسم أبو زيد، جاء من هولندا، حين علم أن زوجته وشقيقها في عِداد المفقودين، وقال إن "السلطات تبحث عن جثثهم في البحر، يبحثون في المستشفيات وبين الجثث الأخرى وبين الناجين".
يشار إلى أن الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل "فرونتكس"، رصدت القارب في وقت مبكر من بعد ظهر الثلاثاء، وأبلغت السلطات اليونانية والإيطالية على الفور. فيما قال خفر السواحل اليوناني في وقت لاحق إنهم لم يجدوا أحداً ممن كانوا على متن السفينة يرتدي سترات نجاة.
جدول زمني لغرق القارب
ويفيد الجدول الزمني الذي قدمه خفر السواحل بأن أول اتصال بقارب الصيد كان في الساعة 14:00، بحسب التوقيت المحلي، ولم يُقدم أي طلب للمساعدة.
وقال خفر السواحل إن وزارة الشحن اليونانية أجرت اتصالات متكررة بالقارب، وقيل لها مراراً إن السفينة تريد الإبحار إلى إيطاليا، مشيراً إلى أن سفينة ترفع علم مالطا قدّمت الطعام والماء في حوالي الساعة 18:00 بالتوقيت المحلي، وقدّم قارب آخر المياه، بعد ذلك بثلاث ساعات.
وفي حوالي الساعة 01:40 بالتوقيت المحلي من صباح الأربعاء، قيل إن شخصاً ما كان على متن القارب أبلغ خفر السواحل اليوناني أن محرك السفينة تعطل.
وبعد ذلك بوقت قصير، انقلب القارب، ولم يستغرق سوى 10 إلى 15 دقيقة ليغرق تماماً، لتبدأ عملية البحث والإنقاذ ولكنها كانت معقدة بسبب الرياح العاتية.
واشتكى خط مساعدة الطوارئ الخاص بالمهاجرين الذين يواجهون مشاكل في البحر، من أن خفر السواحل كانوا "على علم بأن السفينة في محنة لساعات قبل إرسال أي مساعدة"، مضيفاً أن السلطات "أبلغتها مصادر مختلفة" أن القارب كان يواجه مشكلة.
وأضاف أن الناس ربما كانوا خائفين من مواجهة السلطات اليونانية، لأنهم كانوا على دراية بـ"ممارسات الصد الرهيب المتبعة" في البلاد.
بدوره، قال جيروم توبيانا، الذي يعمل في منظمة أطباء بلا حدود للإذاعة الفرنسية، إنه كان على السلطات الأوروبية واليونانية التدخل في وقت سابق.
وأضاف: "أمر مروع حقاً أن نسمع أن فرونتكس حلقت فوق القارب ولم يتدخل أحد، لأن القارب رفض كل عروض المساعدة.. القارب المثقل بالأحمال هو قارب في محنة".