هدّد الاتحاد الأوروبي، الأربعاء 14 يونيو/حزيران 2023، كوسوفو "بعواقب سياسية" في حال لم تتحرك باتجاه التهدئة مع المجموعة الصربية في شمالي البلاد، وذلك بعد أن أعلنت صربيا توقيف 3 شرطيين من كوسوفو يشتبه في تجاوزهم الحدود، في حين اتهمت بريشتينا بلغراد بخطفهم على أراضيها، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال متحدث باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "ننتظر من رئيس الوزراء في كوسوفو، ألبين كورتي، اتخاذ إجراءات لخفض التصعيد. وفي حال لم يحصل ذلك ستكون هناك عواقب سياسية، مع تعليق الزيارات والعلاقات الرفيعة المستوى، واتخاذ إجراءات مؤقتة يمكن العودة عنها".
كما شدد المسؤول الأوروبي في تصريحاته على أن "الأمر لا يتعلق بعقوبات، بل بإجراءات مُقيّدة". وأقر المتحدث بأن تعليق دعم الاتحاد الأوروبي مالياً قيد المناقشة، وقال "طُرحت سلسلة من الإجراءات على الدول الأعضاء وتتم مناقشتها"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في 26 يونيو/حزيران في لوكسمبورغ.
حادثة جديدة تصعد التوترات
ونشب توتر جديد بين صربيا وكوسوفو، بعدما احتجزت قوات صربية ثلاثة ضباط شرطة من كوسوفو، وحدد المسؤولون من الجانبين ثلاث مناطق مختلفة لواقعة إلقاء القبض على الضباط، كما اتهم البلدان بعضهما البعض بعبور الحدود بشكل غير قانوني.
رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، طالب بالإفراج الفوري عن الضباط الثلاثة، وقال إن القبض عليهم حدث داخل كوسوفو، وعلى بعد 300 متر من الحدود مع صربيا.
كورتي كتب على صفحته في موقع فيسبوك، أن "دخول القوات الصربية إلى أرض كوسوفو يعد عدواناً، ويهدف إلى التصعيد وزعزعة الاستقرار".
من جانبه، قال وزير داخلية كوسوفو، جلال سفيتسلا، للصحفيين إنه "أمر الضباط على المعابر الحدودية بوقف جميع الشاحنات التي تحمل لوحات صربية أو الشاحنات التي تحمل بضائع صربية".
في المقابل، قال بيتر بيتكوفيك، رئيس مكتب الحكومة الصربية لشؤون كوسوفو، إن الضباط الثلاثة احتجزوا داخل صربيا، وأضاف في مؤتمر صحفي في بلغراد، أن القبض عليهم حدث في قرية تبعد عدة كيلومترات عن الحدود، مشيراً إلى أن صربيا مستعدة لقبول إجراء تحقيق دولي حول الواقعة.
بدورها، قالت وزارة الداخلية الصربية إن العناصر الثلاثة كانوا مجهزين بأسلحة آلية مع أجهزة تحديد مواقع GPS وخرائط ومعدات أخرى، قبل أن يتم احتجازهم من قِبل وحدات مكافحة الإرهاب الخاصة بالشرطة الصربية.
أضافت الوزارة: "نجح الإجراء السريع والفعال الذي اتخذته الشرطة الصربية، في منع محاولة ما يسمى بشرطة كوسوفو الدخول إلى وسط صربيا، والقيام بعملية تمثل عملاً إرهابياً، بهدف زعزعة الاستقرار والتصعيد"، وفق قولها.
من شأن احتجاز الضباط أن يزيد من حدة التوتر في المنطقة الشمالية من كوسوفو ذات الأغلبية الصربية، والتي تقع على الحدود مع صربيا، وشهدت أعمال عنف في الأسابيع القليلة الماضية.
أزمة كوسوفو والصرب
كانت كوسوفو قد أعلنت استقلالها عن صربيا عام 2008، بعد نحو عقد من الزمان على اندلاع انتفاضة قامت بها الأغلبية العرقية الألبانية، التي تشكل 90% من سكان الإقليم على الحكم الصربي القمعي.
في عام 1999، طُردت القوات الصربية خارج كوسوفو، بعد حملة قصف شنها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكن صربيا لا تزال تعتبر الإقليم جزءاً من أراضيها.
واحتدمت أعمال العنف الشهر الماضي، عندما أصيب 30 من قوات حفظ السلام و52 صربياً في اشتباكات بأربع بلديات ذات أغلبية صربية في شمال كوسوفو، وتقع على الحدود مع صربيا.
اندلعت هذه الاحتجاجات بعد احتجاج السكان من العرقية الصربية على تسلم رؤساء بلديات من العرقية الألبانية مهام عملهم، بعد انتخابات محلية قاطعها الصرب وبلغت نسبة المشاركة فيها 3.5% فقط.
زاد الغضب في المنطقة، وخرجت احتجاجات جديدة في المنطقة، الأربعاء 14 يونيو/حزيران 2023، بعد إلقاء القبض على شخص من الصرب أمس الأول الثلاثاء، والذي قال وزير داخلية كوسوفو إنه كان من مدبري الاعتداءات على قوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي خلال اضطرابات الشهر الماضي.