رفضت وزارة الخارجية السودانية، الخميس 15 يونيو/حزيران 2023، رئاسة دولة كينيا للجنة المنظمة الحكومية الدولية للتنمية في شرق إفريقيا "إيغاد" المعنية بإنهاء القتال ومعالجة الأزمة في الخرطوم، في حين أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية استعدادها لاستضافة لقاء في العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" بين أطراف النزاع في السودان تزامنا
إذ قالت الخارجية السودانية، في بيان: "تعلن حكومة جمهورية السودان رفضها رئاسة كينيا للجنة الإيغاد الخاصة بمعالجة الأزمة الراهنة في السودان، والتي تمخضت عن قمة رؤساء دول الإيغاد التي انعقدت مؤخراً بجيبوتي".
وبررت الوزارة ذلك بالقول: "أكدت تصريحات كبار المسؤولين الكينيين وسلوك حكومتها أنها تتبنى مواقف ميليشيا الدعم السريع المتمردة وتؤوي عناصرها وتقدم لهم مختلف أنواع الدعم".
كما أضافت الوزارة: "حتى تتمكن الحكومة السودانية من التعامل مع اللجنة الرباعية لتحقيق أهدافها، قامت بإخطار منظمة الإيغاد بموقفها بشأن ضرورة استمرار الرئيس سلفاكير ميارديت، رئيس جمهورية جنوب السودان، في رئاسة اللجنة الرباعية التي اعتمدتها القمة".
وتابعت: "الجدير بالذكر أن أمر رئاسة اللجنة لم يطرح للنقاش والاتفاق عليها خلال مداولات القمة، وعليه ومن حيث الإجراء لا يمكن الموافقة على موضوع لم يتم طرحه خلال المداولات".
ولم يصدر تعليق فوري من السلطات في كينيا أو قوات الدعم السريع على القرار الذي تبنّته وزارة الخارجية السودانية.
والإثنين، استضافت جيبوتي القمة الـ14 لمنظمة إيغاد، وبحثت الأزمة في السودان.
وخلال القمة أعربت كينيا عن دعمها لتوسيع الدول الأعضاء في لجنة الوساطة الثلاثية بشأن الأزمة السودانية "ترويكا"، والتي تشمل حالياً بجانب كينيا كلاً من إثيوبيا والصومال.
وعليه، أعلنت "إيغاد" خلال قمة جيبوتي، تشكيل لجنة رباعية برئاسة كينيا وجنوب السودان، وعضوية إثيوبيا والصومال.
و"إيغاد" منظمة حكومية إفريقية شبه إقليمية، تأسست عام 1996، تتخذ من جيبوتي مقراً لها، وتضم كلاً من: إثيوبيا، وكينيا، وأوغندا، والصومال، وجيبوتي، وإريتريا، والسودان، وجنوب السودان.
دعوة إثيوبية للوساطة
إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية "ملس ألم"، في تصريح صحفي، إننا "ندعو أطراف النزاع في السودان إلى التفاوض في أديس أبابا في إطار الجهود الرامية إلى إحلال السلام في البلاد بأقرب وقت ممكن"، حسب وكالة الأنباء الإثيوبية (ENA).
المتحدث أكد أن "رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، قرر أن يكون له دور في جمع الأطراف المتنازعة، على طاولة الحوار في ضوء جهود البلاد لتحقيق السلام في السودان".
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، تشهد الخرطوم ومدن أخرى اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى نحو 2.2 مليون نازح في إحدى أفقر دول العالم.
وترعى السعودية والولايات المتحدة، منذ 6 مايو/أيار الماضي، محادثات بين الجيش و"الدعم السريع"، أسفرت عن أكثر من هدنة شهدت خروقات وتبادل اتهامات بين طرفي القتال؛ ما دفع الرياض وواشنطن إلى تعليق المفاوضات.
وبين البرهان وحميدتي خلافات، أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو بند رئيسي في اتفاق مأمول لإعادة السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين، بعد إجراءات استثنائية فرضها البرهان، حين كان متحالفاً مع حميدتي، في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
ويعتبر الرافضون تلك الإجراءات "انقلاباً عسكرياً"، بينما قال البرهان إنها هدفت إلى "تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، ووعد بتسليم السلطة إلى المدنيين عبر انتخابات أو توافق وطني.