أعلن المشاركون في "مؤتمر بروكسل"، الخميس 15 يونيو/حزيران 2023، تقديم مساعدات إضافية بقيمة 10.3 مليار دولار للسوريين المتضررين من الجوع والفقر والصراع الأهلي في بلادهم، وذلك في ختام المؤتمر المنعقد بمقر البرلمان الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، بهدف جمع الأموال لإغاثة اللاجئين السوريين.
حيث تعهدت الحكومة الألمانية بتخصيص 1.05 مليار يورو للمساعدة في تخفيف أزمة اللاجئين في سوريا والمنطقة. وقالت وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، سفينيا شولتسه ، في مؤتمر عن سوريا ببروكسل "نسيان الأزمة السورية الآن سيكون خطأ فادحاً".
فيما أعلنت الوزارة تأييدها للخطوات التي اتخذتها تركيا ولبنان والأردن، التي استقبلت 5.6 مليون لاجئ سوري، حسب ما نقلته وكالة رويترز.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة أعلنت مساعدات إضافية لفائدة اللاجئين في سوريا قيمتها 920 مليون دولار، خلال مؤتمر في بروكسل الخميس.
أضافت الوزارة في بيان أن الحزمة الجديدة ترفع إجمالي المساعدات الإنسانية الأمريكية لملايين اللاجئين في سوريا والمنطقة إلى 1.1 مليار دولار هذا العام، ونحو 16.9 مليار دولار منذ بدء الحرب في سوريا.
بدورها تعهدت بريطانيا أيضاً بتقديم 150 مليون جنيه إسترليني (190 مليون دولار) على مدار هذا العام، ليصل إجمالي مساعدتها السنوية من أجل دعم اللاجئين السوريين إلى 246 مليون دولار.
ضم مؤتمر المانحين الذي عُقد على مدار يومي الأربعاء والخميس، ممثلين من 57 دولة وعشرات المنظمات الدولية. والعام الماضي، أسفر مؤتمر المانحين عن تعهدات بقيمة 6.7 مليار دولار.
إلى ذلك، أكد الاتحاد الأوروبي، الخميس، أن سياسته لن تتغير تجاه النظام السوري حتى إيجاد حل سياسي للأزمة في البلاد. وجاء ذلك على لسان الممثل الأعلى للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، خلال المؤتمر السابع بشأن "دعم مستقبل سوريا والمنطقة" في بروكسل.
حيث تعهد بوريل بتخصيص 1.5 مليار يورو مساعدات من أجل اللاجئين في سوريا وللاجئين في المنطقة والبلدان التي تستضيفهم لعام 2023. كما تعهد بتخصيص الاتحاد الأوروبي 560 مليون يورو من أجل العام 2024.
كما أكد أن الاتحاد الأوروبي سيدعم جهود ضمان محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في سوريا خلال الحرب الممتدة منذ 12 عاماً، وكشف مصير المفقودين، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
دعم اللاجئين في سوريا
بخصوص قرار الجامعة العربية قبول عضوية النظام السوري مجدداً، قال بوريل: "حدث تطبيع بين عدد من الدول العربية والنظام في دمشق، ونتابع مبادرات تركيا لإيجاد حلول لبعض مخاوفها، من خلال التواصل مع النظام السوري، ولكن هذا ليس الطريق الذي سيختاره الاتحاد الأوروبي".
كما شدد على عدم وجود ظروف لتغيير الاتحاد الأوروبي سياسته تجاه سوريا، مضيفاً: "الدول الأعضاء متفقة بهذا الخصوص، وقد تكثفت فعلياً العقوبات على النظام السوري مؤخراً، وستتواصل".
المسؤول الأوروبي أكد أن "الاتحاد الأوروبي لن يدعم العودة إلى سوريا ما لم تكن هناك ضمانات ملموسة بأنها تتم بشكل طوعي وآمن وكريم تحت مراقبة دولية".
في وقت سابق الخميس، وصفت 3 منظمات في الأمم المتحدة الاحتياجات في سوريا بأنها "ضخمة"، وقالت إن عُشر التمويل المطلوب فقط لدعم اللاجئين في سوريا هو الذي تم تأمينه حتى الآن لمشروعات عام 2023، لمساعدة السوريين في الداخل، واللاجئين منهم في المنطقة.
حيث ذكر بيان مشترك من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن جريفيث، والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي، ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، آخيم شتاينر، إذ يدير الثلاثة الاستجابة التي تقودها الأمم المتحدة للأزمة في سوريا، "نحتاج لدعم مالي أكبر بكثير من المجتمع الدولي".
أضافوا "المزيد من المساعدة للشعب السوري وللدول التي تستضيفهم (اللاجئين) أمر ضروري. الاحتياجات ضخمة".
فيما تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 14 مليون سوري فروا من منازلهم منذ 2011، ولا يزال نحو 6.8 مليون نازح داخل سوريا، التي يعيش فيها كل السكان تقريباً تحت خط الفقر، ويعيش نحو 5.5 مليون لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.
قال المسؤولون الثلاثة بالأمم المتحدة إنهم يأملون في الحصول على تعهدات بذات قدر تلك التي تم تقديمها لسوريا وجيرانها في مؤتمر مماثل العام الماضي، وبلغت 6.7 مليار دولار.
كما حذّروا من أن خطط الأمم المتحدة المتعلقة بمساعدات اللاجئين في سوريا بقيمة 5.4 مليار دولار، إضافة إلى 5.8 مليار دولار للسوريين في المنطقة الأوسع نطاقاً هذا العام تمويلها قليل بدرجة حرجة.