شهدت مدن في دارفور غرب السودان، الأربعاء 14 يونيو/حزيران 2023، مواجهات عنيفة، مع تمدد رقعة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فيما تجاوز عدد الأشخاص الذين فروا من منازلهم مليوني شخص، بحسب الأمم المتحدة.
حيث أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين قسراً جراء الاشتباكات المستمرة في السودان وصل إلى 2.2 مليون شخص.
وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، في بيان، إنه منذ 15 أبريل/نيسان، "نزح أكثر من مليون و670 ألف شخص داخلياً في السودان، بينما بلغ عدد من غادروا الحدود نحو 528 ألفاً و147".
وأشارت إلى أن النازحين داخلياً خرجوا من 6 ولايات رئيسية، من ضمنها الخرطوم، وغرب دارفور، وجنوب دارفور، وشمال دارفور وشمال كردفان، ووسط دارفور.
وتدور منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، معارك طاحنة تتركّز في الخرطوم وفي إقليم دارفور الذي عانى بدوره على مدى عقدين من النزاعات الدامية.
قصف عنيف في دارفور
حيث طالب خميس أبكر، والي ولاية غرب دارفور، المجتمع الدولي بالتدخل فيما وصفها بأنها "إبادة جماعية".
وقال أبكر: "المواطنون اليوم يُقتلون بطريقة عشوائية جداً وبكميات كبيرة". وأضاف أنه على الرغم من أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها كانت تستهدف مناطق في الجنينة يعيش فيها أفراد من قبيلة المساليت في بادئ الأمر، فإن هذه الهجمات امتدت الآن إلى المدينة بأكملها.
وأضاف: "لم نر خروج قوات الشعب المسلحة من ثكناتهم، على الأقل للدفاع عن المواطنين".
وتشهد منطقة دارفور في السودان صراعاً متقطعاً منذ بداية القرن الحالي، وهو الصراع الذي أدى إلى نزوح الملايين ومقتل 300 ألف شخص في هجمات شنتها ميليشيات الجنجويد، وولدت قوات الدعم السريع من رحم هذه الميليشيات، وأصبحت قوة حكومية قانونية في 2017.
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، إن غوتيريش "قلق للغاية من تزايد البعد الطائفي للعنف، وكذلك من التقارير الخاصة بالعنف الجنسي".
يقول مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس، إن مسؤولية القتال في غرب دارفور تقع على عاتق "الميليشيات العربية وبعض المسلحين الذين يرتدون زي قوات الدعم السريع".
ووصفت قوات الدعم السريع، في بيان، الأعمال القتالية في الجنينة بأنها صراع قبلي، واتهمت النظام السوداني السابق بتأجيج نار الصراع. وقالت إنها تبذل جهوداً لإدخال المساعدات إلى المدينة.
وتعثرت الجهود الدبلوماسية بقيادة الولايات المتحدة والسعودية مع انتهاك العديد من اتفاقات وقف إطلاق النار. وقال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الثلاثاء، إنهم يدرسون نهجاً جديداً في الأيام المقبلة.
فيما قالت هيئة محامي دارفور، وهي جماعة محلية تراقب العنف، إن قصفاً مدفعياً أصاب منازل مدنيين في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور وإحدى أكبر مدن السودان، مضيفةً أن عناصر قوات الدعم السريع اشتكوا من عدم تلقي رواتبهم.
وقال صلاح الأمين (39 عاماً): "الهجوم يمكن أن يبدأ مرة أخرى في أي لحظة، ولا نشعر بالأمان".
وأضافت الهيئة أن مدينة زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، تحت الحصار.
ويسود الهدوء نسبياً مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لكن مدينة كتم التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع تشهد موجة نزوح.
وقال سكان في مدينة الأبيّض التي تقع بين الخرطوم ودارفور، إن الجيش بدأ في شن ضربات جوية وقصف مدفعي على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع. وتسيطر قوات الدعم السريع على الطرق المتفرعة من المدينة، واتفقت مع زعماء القبائل المحلية على تأمين المنطقة من العصابات المسلحة.
وداخل الخرطوم، تحدث سكان عن وقوع ضربات جوية ومدفعية في الأحياء الجنوبية والشرقية من المدينة، اليوم الأربعاء.
فيما تخضع مدينة بورتسودان لسيطرة الجيش. وتطل المدينة على البحر الأحمر ويسودها الهدوء، وهي إحدى الوجهات التي يقصدها الفارون من منازلهم.
وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن 958 شخصاً قُتلوا منذ بدء القتال في 15 أبريل/نيسان، وأضافت اللجنة أن "مزيداً من الضحايا يجري حصرهم".