ذكرت صحيفة The Daily Mail البريطانية في تقرير نشرته الثلاثاء 13 يونيو/حزيران 2023، أن محكمة بريطانية تنظر في قضية تتعلق بصياد مصري، وصفته السلطات بأحد مهربي البشر المزعومين الذي حاول التسلل إلى المملكة المتحدة مع 50 مهاجراً على متن قارب صغير "بحمولة زائدة"، مقابل عدم اضطراره لدفع 1700 جنيه إسترليني (2143 دولاراً) لعبور القناة الإنجليزية.
اعتُرض قارب حمودة شتيوي على بعد ستة أميال من ساحل مقاطعة كنت الإنجليزية، في إطار خطة لـ"انتهاك قوانين الهجرة"، وذلك حسبما أُبلغ أعضاء هيئة المحلفين وزعم المدعون العامون أن صياد السمك المصري البالغ من العمر 34 عاماً، الذي كان يحاول هو نفسه الوصول إلى بريطانيا، عرض قيادة القارب عبر القناة الإنجليزية من فرنسا.
محاكمة صياد مصري بسبب تعريض لاجئين للخطر في بريطانيا
كان غالبية المهاجرين الذين عبروا القناة في 29 يونيو/حزيران العام الماضي قادمين من أفغانستان، في حين أن هناك آخرين كانوا من بلاد أخرى، مثل ألبانيا وإيران والعراق والسودان.
وفضلاً عن قيادة القارب، شوهد شتيوي وهو يضرب بيديه الركاب لعدم النزول بالسرعة الكافية من القارب الذي قاده إلى قارب القوة الحدودية التي اعترضته، وذلك حسبما علمت المحكمة.
صار شتيوي من أوائل الأشخاص الذين اعتُقلوا في أعقاب إصدار قانون الجنسية والحدود لعام 2022 الذي اقترحته وزيرة الداخلية آنذاك بريتي باتيل، والذي بدأ سريانه يوم 28 يونيو/حزيران، أي قبل يوم من اعتراض قارب الصياد المصري.
وأنكر شتيوي مساعدة مهاجرين غير شرعيين للتسلل إلى المملكة المتحدة، وادعى أنه دفع المال مثل أي راكب، وأنه ساعد ببساطة في قيادة الزورق القابل للنفخ ذي الهيكل الصلب (RIB) عندما مرض قائده.
تفاصيل جلسة محاكمة الصياد المصري في بريطانيا
في افتتاح الجلسة بمحكمة التاج بمدينة وينشستر في مقاطعة هامبشاير، قال المدعي العام دانيال بونتنج: "في 29 يونيو/حزيران العام الماضي، كان هناك زورق RIB، وهو عبارة عن قارب صغير، أبحر من شمال فرنسا وعلى متنه 51 شخصاً، بما فيهم المدعى عليه".
وأوضح بونتنج أن جميع الأشخاص على متن القارب كانوا من بلاد يتعين على حاملي جنسياتها أن يتقدموا للحصول على تأشيرة.
وأضاف: "وكانت النتيجة أن جميع الأشخاص، من خلال محاولة الوصول بدون تصريح، كانوا يحاولون انتهاك قانون الهجرة". وتابع قائلاً: "كان مسؤول من القوة الحدودية يواصل المراقبة، وشاهد شتيوي يقود القارب لحوالي 15 دقيقة".
في حديثه أمام هيئة المحكمة، قال كريستوفر جيتلي، ضابط الهجرة الذي كُلف بمراقبة شتيوي: "رأيته يقود لحوالي 12 دقيقة. بدا أنه هو المسيطر. كان آخر شخص ينزل من القارب [عند اعتراضه]. وكان يخبر الأشخاص بما عليهم فعله. لم يكن الأشخاص يمضون بالسرعة الكافية، ولذا ضربهم بمؤخرة يده. بدا مسيطراً". وأوضح جيتلي أن القارب الصغير كان "غير ملائم ومحملاً بحمولة زائدة".
وأضاف: "كان شاغلُنا هو خطر وقوع حادث". وفي بلدة دوفر، حيث نُقل المهاجرون، ألقت ضابطة الهجرة جايد باول القبض على شتيوي.
في حين أخبرت جايد المحكمة أنه قال: "لم أقُد. وضعت يدي فقط على [ذراع دفة القارب] مثل الآخرين".
في الوقت نفسه قال بونتنج إن تحقيقاً بيَّن أن شتيوي "خطط" للرحلة قبل بضعة أسابيع.
رسائل واتساب تكشف تفاصيل رحلة الصياد المصري في بريطانيا
أظهرت الرسائل التي كانت على تطبيق واتساب بهاتف شتيوي والتي تعود إلى يوم 8 يونيو/حزيران 2022، أنه كان يخبر شخصاً آخر أنه "وافق" على قيادة القارب. وقال في إحدى الرسائل: "أريد الذهاب، أنا قبطان، أنا في الأصل صياد سمك".
وأوضح بونتنج: "هذا عرض منه لتقديم خدماته لأن القائد لا يدفع. وافق على قيادة القارب للوصول مجاناً إلى المملكة المتحدة". وأضاف: "لم يكن مجرد راكب، بل كان شخصاً يقود القارب".
في حين ينكر شتيوي المساعدة في الهجرة غير الشرعية إلى المملكة المتحدة. ومع ذلك، اعترف بتهمة بديلة وهي محاولة دخول المملكة المتحدة.