أثيرت تكهنات بأن قائد مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، على وشك بدء حياته المهنية في السياسة، بعد ظهور مُلصَق على الشبكات الاجتماعية الشهر الماضي، بألوان العَلم الروسي مع صورة بريغوجين، ودُوّن عليه "صوّب بدقة واعمل بأمانة.. يفغيني بريغوجين.. 2024″، وفق تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الإثنين 12 يونيو/حزيران 2023.
الصحيفة أشارت إلى أنه ليس من الواضح مَن المسؤول عن المُلصق، لكنه جاء قبل وقت قصير من عقد بريغوجين، رجل الأعمال المرتبط بالكرملين، مؤتمرات صحفية في جميع أنحاء روسيا.
"حملة انتخابية"
وكتب موقع Meduza، أحد مواقع المعارضة: "يبدو هذا إلى حد كبير مثل حملة انتخابية". وعلى الرغم من نفوذه المتزايد، فإنَّ رئيس فاغنر ليس له أي دور رسمي في الحكومة ولا الجيش.
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في مارس/آذار، حيث يكاد يكون من المؤكد أنَّ فلاديمير بوتين سيحقق ولاية خامسة. وبموجب الدستور، يمكنه البقاء في السلطة حتى عام 2036، عندما يبلغ من العمر 83 عاماً.
وحثَّ بريغوجين، المجرم السابق الذي قضى فترة في السجن، على تعبئة ما يصل إلى مليوني رجل للحرب في أوكرانيا، ودعا إلى تطبيق عقوبة الإعدام على الهاربين من الجيش، وأشاد بالحكم الدموي لستالين. وأعلن في مؤتمر بمدينة نوفوسيبيرسك عن إطلاق الجبهة الثانية التي من شأنها "إيقاظ" المجتمع.
وجاءت جولة بريغوجين في أعقاب سلسلة من التعليقات اللاذعة حول كبار مسؤولي الدفاع بشأن تعاملهم مع الحرب، بما في ذلك مقطع فيديو سُجِّل على خلفية مصرع عدد من مقاتلي فاغنر بالقرب من مدينة باخموت في شرق أوكرانيا.
استطلاعات الرأي
لكن بريغوجين أصرَّ على أنه ليس لديه خطط للبحث عن منصب سياسي، على الأقل في الوقت القريب. ولم تفعل تعليقاته سوى القليل لمنع التكهنات. وقالت Tsargrad، وهي وسيلة إعلامية قومية متطرفة يملكها كونستانتين مالوفييف، وهو من النخبة السياسية المؤيدة بشدة لغزو أوكرانيا، إنَّ استطلاعاتها تشير إلى أنَّ بريغوجين سيحتل المركز الثاني بعد بوتين في الانتخابات الرئاسية.
على الرغم من أنَّ 9% فقط من الناخبين أخبروا Tsargrad أنهم سيدعمون بريغوجين، مقابل 61% لبوتين، فإنَّ مستوى دعم زعيم فاغنر كان أعلى بمرتين مما تلقاه جينادي زيوغانوف، زعيم الحزب الشيوعي، الذي احتل المركز الثالث.
بريغوجين ليس اسماً مألوفاً، لكنه بطل بالنسبة للقوميين المتطرفين، المشهورين بلقب "turbo-patriots" الذين يحثون الكرملين على إعلان التعبئة الكاملة للمجتمع لهزيمة أوكرانيا.
وربما يكون المحررون المتشددون لمنصة Tsargrad قد تلاعبوا بالاستفتاء للمبالغة في إظهار الدعم لبريغوجين، من أجل الضغط على الكرملين لتصعيد الحرب في أوكرانيا.
ومع ذلك، فهو ليس المؤشر الوحيد على أنَّ شعبيته آخذة في الازدياد. فوفقاً لمسح أجراه Levada Center، وهو مركز مستقل مختص في الاستطلاعات عيّنه الكرملين "وكيلاً أجنبياً"، فهو الآن خامس أكثر "سياسي" موثوق به في روسيا. بينما تصدّر بوتين الاستطلاع.
إلى ذلك، قال ستانيسلاف بيلكوفسكي، وهو طبيب سابق في الكرملين ينتقد بوتين، لصحيفة Novaya Gazeta المعارضة التي تعمل من خارج روسيا: "يمكن أن يحصل بريغوجين بسهولة على عدد كبير من الأصوات وهذا ليس في خطط الكرملين".
ومن ناحية أكثر واقعية، يمكن لبريغوجين السعي لدخول البرلمان، سواء كعضو برلماني أو رئيس حزب. ويعتقد مارات غابيدولين، أحد المرتزقة السابقين لفاغنر، أنَّ بريغوجين سيسعى للسيطرة على أحد أحزاب المعارضة الزائفة التي يستخدمها الكرملين لمنح الروس وَهْم الديمقراطية.
وقال غابيدولين: "إنها مسألة بقاء بالنسبة له.. فهو لديه الكثير من الأعداء بين الأجهزة الأمنية؛ لذا يحتاج إلى نوع من المنصة السياسية القوية حتى لا يُطاح به".