كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، السبت 10 يونيو/حزيران 2023، نقلاً عن البيت الأبيض، أن الصين تدير منشأة تجسس في كوبا منذ سنوات وأدخلت عليها تطويراتٍ عام 2019، وذلك بعد أيام من نشرها معلومات تفيد بأن بكين تعتزم إقامة قاعدة تجسس في الجزيرة قبالة سواحل جنوب شرقي الولايات المتحدة.
إذ قالت الصحيفة، إن البيت الأبيض أكد أن إدارة الرئيس جو بايدن طبقت تدابير لمواجهة توسع الوجود الأمني الصيني على نطاق عالمي.
يأتي ذلك في ظل مزاعم بأن بكين توسع جهودها لجمع معلومات استخباراتية عن الولايات المتحدة.
والخميس، ذكرت الصحيفة أن السلطات في كوبا وافقت على السماح للصين بإقامة قاعدة تجسس سرية تخطط بكين لاستخدامها لمراقبة الولايات المتحدة.
فيما نفى البنتاغون أن الصين توصلت إلى مثل ذلك الاتفاق مع كوبا لإنشاء قاعدة في الجزيرة.
المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، صرح للصحفيين بأن خطة الصين لإنشاء منشأة استخبارات إلكترونية في كوبا، كما ورد في صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن "مسؤولين أمريكيين مطلعين على معلومات استخباراتية سرية"، "غير دقيقة".
إلا أن بياناً صادراً عن البيت الأبيض، السبت، قال إنه تم إطلاع إدارة بايدن على مساعي الصين لتعزيز وجودها العسكري والاستخباراتي، وضمن ذلك في كوبا.
وذكر البيان أن الصين "ستواصل محاولة تعزيز وجودها في كوبا، وسنواصل العمل لتعطيله"، حسبما أوردت الصحيفة.
أما الحكومة الكوبية التي سبق أن نفت وجود قاعدة تجسس صينية على أراضيها، فانتقدت هذه التصريحات. وقال نائب وزير الخارجية كارلوس فرنانديز دي كوسيو، على تويتر: "التكهنات الافترائية مستمرة، ومن الواضح أن عدداً من وسائل الإعلام يروجها للإضرار وإثارة القلق، من دون احترام الحد الأدنى من معايير الاتصال ومن دون تقديم بيانات أو أدلة لدعم" ما يتم نشره.
يأتي ذلك في وقت يحرص فيه الزعيم الصيني شي جين بينغ، على الإسراع في توسيع الحضور الأمني بأنحاء العالم.
من المقرر أن يسافر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى الصين في نهاية الأسبوع المقبل، بعد إلغاء زيارة له في فبراير/شباط؛ إثر تحليق منطاد صيني في أجواء الولايات المتحدة.
ومن شأن وجود قاعدة في كوبا الواقعة على بعد 150 كلم قبالة أقصى جنوبي فلوريدا أن يمثّل التحدي المباشر الأبرز حتى الآن للولايات المتحدة القارية.
والجمعة، قد حذّرت الصين الولايات المتحدة من "التدخل في الشؤون الداخلية لكوبا" رداً على تقارير إعلامية عن القاعدة المفترضة.
في معرض رده على سؤال حول القاعدة في مؤتمر صحفي دوري، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ونبين، إنه "لا علم له" بالمسألة، قبل أن ينتقد السياسة الأمريكية تجاه كوبا.
المتحدث أضاف: "كما نعرف جميعاً، يعد نشر الشائعات والافتراءات تكتيكاً شائعاً تتبعه الولايات المتحدة التي تملك براءة اختراع في التدخل بشكل متعمد في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى".
تأتي التقارير حول التحرك الصيني المزعوم في كوبا بعد رصد منطاد صيني على ارتفاعات عالية فوق الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام، وقد جال من غربي البلاد إلى شرقها فوق منشآت عسكرية حساسة قبل أن تسقطه مقاتلة أمريكية قبالة الساحل الشرقي.