أعلن وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، الأحد 11 يونيو/حزيران 2023، أن بلاده تتجه لتدشين "خط حرير" للتنمية مع الصين، وذلك وسط تعزيز بكين لمكانتها كأكبر شريك تجاري للدول العربية، فيما تحدث وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، عن وجود رغبة لتوسيع الشراكات بين العرب والصين.
جاء ذلك في كلمة الفالح خلال مشاركته في أعمال الدورة العاشرة لمنتدى الأعمال العربي والصيني، وقال فيها إن طريق الحرير سيكون قائماً على استغلال الطاقات البشرية والثروات الطبيعية والاستثمارات بين الجانبين.
أضاف الفالح أنه "لا شك لدينا في أن وقود العالم العربي الذي سيطلق طاقات التعاون بينه وبين الصين يتمثل في المقام الأول في موارده البشرية، إذ يبلغ عدد سكانه أكثر من نصف مليار نسمة، غالبيتهم من الشباب".
أشار الفالح أيضاً إلى "الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية الذي يصل مجموعه إلى 3 تريليونات و500 مليار دولار، ثلثها تقريباً في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى الثروات الطبيعة وموارد الطاقة والموقع الجغرافي المميز".
كان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أعلن عام 2013 عن إنشاء ممر تجاريّ مُزدوج جديد لإعادة فتح القنوات بين الصين وبلدان آسيا الوسطى والشرق الأوسط، وأوروبا.
ووفقاً لخطة عمل مشروع "الحزام والطريق"، أو ما بات يُعرف باسم "طريق الحرير الجديد"، الصادرة عام 2015، تشمل المبادرة الطُّرق البرية (أي الحزام)، والطُّرق البحرية (أي الطريق)، بهدف تحسين العلاقات التجارية في المنطقة من آسيا الوسطى لأوروبا، من خلال استثمارات البنية التحتية.
وبدأت أعمال الدورة العاشرة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين، الأحد 11 يونيو/حزيران 2023، تحت رعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، وتنظمها وزارة الاستثمار في الرياض، خلال 11 و12 يونيو/حزيران الجاري.
أكد الوزير الفالح أن بلاده ستعمل من خلال المؤتمر "على إطلاق طريق حرير عصرية جديدة، محركها رؤية عربية للتعاون والتشارك، ووقود انطلاقتها شبابنا وابتكاراتنا، لنحقق مصالحنا وشركائنا في كل أنحاء العالم".
لفت الفالح إلى أن السعودية تسعى لشراكات مستدامة من أجل مستقبل أفضل، وقال إن "الاستثمار الأجنبي المباشر الخارج من الصين نما بنسبة 20% بشكل سنوي خلال العقد الماضي، كان نصيب الدول العربية منه 23 مليار دولار"، موضحاً أن منتجات الصين أصبحت مساهمة كبيرة في دول العالم العربي.
من جهته، قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، خلال الفعالية، إن الصين تعد الشريك التجاري الأكبر للدول العربية بـ430 مليار دولار، وأشار إلى أن هناك رغبة عربية- صينية متبادلة لتوسيع الشراكات بين الجانبين.
من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في كلمة له، أن الفترة الأخيرة شهدت إحراز تقدم نحو تحقيق سوق عربية مشتركة، وهو ما سيسهم في زيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
يُشار إلى أن الدورة العاشرة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين تنعقد تحت شعار "التعاون من أجل الرخاء"، والتي تستضيفها السعودية للمرة الأولى بحضور أكثر من 3000 من 23 دولة، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية قبل أيام.
تنظم الدورة وزارة الاستثمار السعودية، بالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية، واتحاد الغرف العربية.
يشارك في تلك الدورة أكثر من 150 متحدثاً من الوزراء وقادة الشركات الكبرى في الصين والدول العربية، وتشهد ثماني جلساتٍ حوارية، و18 ورشة عمل، بخلاف اللقاءات الخاصة، والفعاليات الجانبية.