الجيش السوداني و”الدعم السريع” يتصارعان على مستودعات للأسلحة والوقود! قتالهما يهدد بحدوث انفجارات

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/07 الساعة 15:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/07 الساعة 15:28 بتوقيت غرينتش
تصاعد أعمدة الدخان في العاصمة الخرطوم، على وقع المواجهات بين الجيش وقوات "الدعم السريع" - رويترز

اندلعت الأربعاء، 7 يونيو/حزيران 2023، مواجهات بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، من أجل السيطرة على مجمع صناعي عسكري، يُعتقد أنه يحتوي على مخزونات كبيرة من الأسلحة والذخيرة في جنوب العاصمة الخرطوم، وتدور الاشتباكات بالقرب من مستودعات للوقود والغاز معرّضة لخطر الانفجار.

وكالة رويترز نقلت عن شهود، قولهم إن قوات الدعم السريع التي تخوض صراعاً على السلطة مع الجيش للأسبوع الثامن على التوالي، هاجمت المنطقة التي تضم مجمع اليرموك في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء، قبل أن تنسحب بعد قتال عنيف، فيما استمر دوي الاشتباكات صباح اليوم الأربعاء.

وسرعان ما سيطرت قوات الدعم السريع على مساحات من العاصمة بعد اندلاع الحرب في الخرطوم في 15 أبريل/نيسان. ولم تنجح ضربات الجيش الجوية ولا المدفعية في طردها، لكن مع استمرار القتال من المحتمل أن تواجه قوات الدعم السريع تحدياً لإعادة ملء مخزونها من الذخيرة والوقود.

مخزونات الأسلحة هذه يسيطر عليها الآن الجيش السوداني الذي يصد هجوم قوات الدعم السريعن ويهدف لإبعاده عن المجمع الصناعي العسكري. 

نادر يوسف، الذي يسكن بالقرب من اليرموك، قال في تصريح لوكالة رويترز، إنه "منذ أمس اندلعت معركة عنيفة شهدت استخدام الطائرات والمدفعية واشتباكات على الأرض وتصاعد أعمدة الدخان"، وأوضح أنه نظراً لقرب مستودعات الوقود والغاز "فإن أي انفجار يمكن أن يدمر السكان والمنطقة بأكملها".

تصاعد المواجهات 

يأتي هذا وسط احتدام القتال في المدن الثلاث التي تشكل العاصمة الكبرى، الخرطوم وبحري وأم درمان، منذ انتهاء وقف إطلاق نار استمر 12 يوماً، في الثالث من يونيو/حزيران 2023 بعد انتهاكه بشكل متكرر.

تسببت المواجهات بين الجيش و"الدعم السريع" في نزوح أكثر من 1.428 مليون شخص من ديارهم داخل السودان، بينما فر 476800 آخرون إلى بلدان مجاورة يعاني معظمها بالفعل من الفقر والصراعات الداخلية، وفقاً لتقديرات نشرتها المنظمة الدولية للهجرة، الثلاثاء 6 يونيو/حزيران 2023. 

تسبب القتال أيضاً في نشر الفوضى بالعاصمة، وفجّر موجات جديدة من العنف في إقليم دارفور غرب البلاد الذي يعاني من الاضطرابات بالفعل منذ فترة طويلة، كما انهارت معظم الخدمات الصحية، وسط انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه كثيراً، فضلاً عن انتشار أعمال النهب.

كذلك قال نشطاء في بحري إن كثيرين نزحوا عن ديارهم نتيجة انقطاع المياه المتكرر لأكثر من 50 يوماً، ليجدوا أنفسهم في مواجهة نيران الحرب أثناء بحثهم عن المياه.

من جانبها، سجلت وزارة الصحة السودانية مقتل ما لا يقل عن 780 مدنياً نتيجة الصراع، وقُتل مئات آخرون في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، فيما قال المسؤولون الطبيون إن هناك عدداً كبيراً من الجثث لم يتم جمعها بعد، أو تسجيلها.

كان الصراع قد عرقل خطوات الانتقال إلى حكم مدني بعد 4 سنوات من انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس عمر البشير، وشب الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد أن نفذا معاً انقلاباً عام 2021، على تسلسل القيادة وخطط إعادة هيكلة الجيش خلال الفترة الانتقالية.

يتبادل كل من الجيش وقوات الدعم السريع اتهامات ببدء القتال أولاً، وارتكاب خروقات تخللت سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان 2022.

تحميل المزيد