أعلنت دائرة الاتصال التركية، الإثنين 5 يونيو/حزيران 2023، رسمياً، تعيين المتحدث الرئاسي إبراهيم قالن رئيساً لجهاز الاستخبارات التركي، خلفاً لهاكان فيدان الذي تولى حقيبة الخارجية في تشكيلة الحكومة الجديدة التي أُعلن عنها السبت 3 يونيو/حزيران.
ونشرت الدائرة في تغريدة عبر تويتر، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عيّن إبراهيم قالن رئيساً لجهاز الاستخبارات التركي.
كانت مصادر خاصة أكدت لموقع "عربي بوست"، الجمعة 2 يونيو/حزيران، أن الرئيس أردوغان حسم أمر توزيع الحقائب الوزارية السيادية، ومن أبرزها وزارتا الخارجية والمالية، وجهاز الاستخبارات.
وأفادت المصادر بأن المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن، سيتولى منصب رئيس الاستخبارات التركية، بينما سيتولى هاكان فيدان رئيس الاستخبارات الحالي، منصب وزارة الخارجية في الحكومة الجديدة، فيما سيقود الاقتصادي محمد شيمشك منصب وزير الخزانة والمالية التركي.
والسبت 3 يونيو/حزيران، أعلن أردوغان أعضاء حكومته الجديدة التي ستعمل معه خلال ولايته الجديدة لخمس سنوات، حيث سلّم شيمشك حقيبة المالية، وفيدان حقيبة الخارجية.
واليوم الإثنين، جرى الإعلان عن تعيين قالن رئيساً لجهاز الاستخبارات بشكل رسمي، مما حسم التكهنات حول الشخص الذي سيكون على رأس الجهاز الذي تولاه فيدان منذ 2010 وأعاد هيكلته من جديد، وحقق فيه إنجازات لا تكاد تجد من ينكرها في تركيا.
ووُلد إبراهيم قالن في مدينة إسطنبول، يوم 15 سبتمبر/أيلول 1971، لعائلة أصولها من محافظة أرضروم شمال شرقي تركيا. متزوج ولديه 3 أولاد. ويُعتبر أحد أهم مستشاري الرئيس أردوغان، ويوجد بقربه في معظم المناسبات والزيارات، وقد قاد ملف الاتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
مسيرته الأكاديمية
تخرّج إبراهيم قالن بشهادة في التاريخ في كلية الآداب بجامعة إسطنبول عام 1992، ثمّ سافر لاحقاً إلى ماليزيا لاستكمال دراسة الماجستير، وحصل عام 2002 على شهادة الدكتوراه في مجال العلوم الإنسانية والفلسفة المقارنة من جامعة جورج واشنطن.
وشغل قالن منصب الرئيس المؤسس لمؤسسة السياسة والاقتصاد والبحوث الاجتماعية (SETA) بين 2005 و2009، وفي عام 2007 صدر له أوّل كتاب بعنوان "الإسلام والغرب"، حاز به "جائزة الفكر" من اتحاد الكُتّاب الأتراك.
في عام 2011 عُيّن قالن عضواً في مجلس الأمناء بجامعة أحمد يسيفي التركية، ومنذ عام 2019 كان يلقي محاضرات في مجال الفلسفة الإسلامية لطلاب الدراسات العليا بجامعة ابن خلدون التركية، كما حصل على لقب بروفيسور في 29 مايو/أيار 2020.
كما ساهم قالن في العديد من الأعمال الموسوعية مثل موسوعة ماكميلان للفلسفة وموسوعة الدّين وقاموس أكسفورد للإسلام. ونُشر له كتاب "العقل والفضيلة" عام 2014، وكتاب "الوجود والفهم" عام 2015، وكتاب "أنا والآخر وما بعده: مقدمة في تاريخ العلاقات بين الإسلام والغرب" عام 2016.
إلى جانب ذلك، ألقى قالن محاضرات في الفكر الإسلامي والعلاقات بين الإسلام والغرب في كلية الصليب المقدس الأمريكية، وجامعة جورج تاون الأمريكية، وجامعة بيلكنت التركية، كما قام بترجمة بعض الأعمال في هذا السياق إلى اللغة التركية.
مناصبه داخل الدولة
عُيّن إبراهيم قالن عام 2009، مستشاراً رئيسياً لرئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان مسؤولاً عن ملف السياسة الخارجية، وشغل منصب المنسّق في هيئة التنسيق الدبلوماسية العامة الملحقة برئاسة الوزراء عند تأسيس الهيئة في يناير/كانون الثاني 2010. وفي عام 2012، أصبح قالن مستشاراً مساعداً لرئيس الوزراء.
مع تولي رجب طيب أردوغان رئاسة الجمهورية، عُيّن إبراهيم قالن مساعداً لسكرتير عام رئاسة الجمهورية. وفي عام 2014، شغل منصب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية، وعلى أثر هذا المنصب منحه الرئيس رجب طيب أردوغان لقب سفير.
منذ عام 2018، يشغل قالن أيضاً منصب وكيل مجلس الأمن الرئاسي والسياسة الخارجية ومنصب كبير مستشاري الرئيس التركي.
يُعدّ قالن مِن نُخبة السياسيين في حزب العدالة والتنمية وأحد أبرز مستشاري الرئيس أردوغان، كما يُعتبر مِن أهمّ اللاعبين في رسم سياسات تركيا الخارجية من خلال دوره المحوري في قيادة ملف الاتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
يسجل لقالن ضمن نجاحاته إدارته لملف التفاوض بشأن الملف السوري مع ممثل أمريكا الخاص السفير جيمس جيفري، وجلب الدعم الأمريكي والغربي للعمليات العسكرية التي خاضتها تركيا ضد تنظيم داعش.
ورغم كونه سياسياً ومُفكّراً متخصصاً بالفلسفة والتاريخ وأكاديمياً حاصلاً على درجة الأستاذية وله العديد من المؤلفات والترجمات، فإنه يُتقن العزف والغناء، ولديه عدّة مقطوعات موسيقية غنائية تقليدية يظهر بها احترافه العزف على آلة الساز التركية التقليدية.
وكان قالن يعزف على الجيتار والساز منذ أن كان طالباً في المرحلة الإعدادية، ولديه العديد من الأعمال الموسيقية التي ساهم بتطويرها، بحسب "يني شفق" التركية.
يشار إلى أن جهاز الاستخبارات التركي تربّع في صدر قائمة أجهزة المخابرات الأقوى في العالم، بعد تحولات جذرية أدخلها رئيسه السابق هاكان فيدان، على مدار أكثر من 10 سنين.