قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة 3 يونيو/حزيران 2023، إنه وبعد خمسة أيام من ابتلاع بحيرة ماجيوري للقارب غودوريا، البيت العائم الذي يبلغ طوله 16 متراً، بدأت التكهنات تتزايد حول ما كان يفعله الركاب في تلك الزاوية من شمال إيطاليا.
إذ إنه وفي يوم الخميس 1 يونيو/حزيران 2023، أكّد مصدر شرطي يعمل على التحقيق، أن ثمانيةً من ركاب القارب البالغ عددهم 21 شخصاً، من العناصر الحاليين أو السابقين في الاستخبارات الإيطالية، بينما كان 13 منهم على علاقة بالاستخبارات الإسرائيلية.
ضحايا بحيرة ماجيوري الإيطالية على علاقة بإسرائيل
عمل اثنان من الضحايا لحساب المخابرات الإيطالية، وهما كلاوديو ألونزي (62 عاماً)، وتيزيانا بارنوبي (53 عاماً). فيما كان أحد الضحايا من عملاء الموساد الإسرائيلي المتقاعدين، وكان يبلغ من العمر 50 عاماً. أما الضحية الرابعة فكانت آنيا بوزخوفا ذات الأصول الروسية، والتي كانت تعمل على القارب مع زوجها الإيطالي كلاوديو كارميناتي، ربان القارب. ويجري التحقيق مع كارميناتي بسبب الوفيات حالياً.
يُذكر أن كارميناتي وآنيا -التي لا تستطيع السباحة- قد أدارا شركةً تُدعى Love Lake وتقدم خدمة "المبيت والإفطار" على متن "غودوريا"، الذي كان يتسع لـ15 شخصاً فقط.
صعدت المجموعة إلى متن القارب (المسجل في هولندا) من داخل ورشة بيكالوغا للسفن في مدينة ليسانزا صباح الأحد 28 مايو/أيار، من أجل حضور احتفال عيد ميلاد، بحسب التقارير.
قال المصدر الشرطي إن المجموعة تجولت بين جزر بورومين، الأرخبيل الواقع على الجانب الغربي من البحيرة، قبل أن يتوقفوا لتناول الغداء في جزيرة إيزولا بيسكاتوري.
ينظر التحقيق فقط في ما إذا كان ربان القارب له دور في الحادث أم لا، كما أن التحقيق لا علاقة له بخلفية العملاء أو سبب وجودهم في المنطقة.
تبادل المعلومات والمستندات
بينما زعمت تقارير في الصحف الإيطالية أن المجموعة التقت لأغراض العمل "من أجل تبادل المعلومات والمستندات"، وقد استمرت إقامتهم لبضعة أيام إضافية من أجل الراحة بعد أن فوّت الإسرائيليون رحلة عودتهم.
تقول إحدى النظريات التي نقلتها صحيفة Corriere della Sera الإيطالية، إن العملاء كانوا في البحيرة بغرض التجسس على الأوليغارشيين الروس، الذين تقول التقارير إنهم كانوا يشترون الفيلات والفنادق في المنطقة، من أجل التحايل على العقوبات المالية للاتحاد الأوروبي عبر تهريب الأموال من الحسابات السويسرية إلى إيطاليا. فيما تقول نظرية أخرى إن العملاء الإسرائيليين كانوا يراقبون الاتصالات بين الشركات الإيرانية ونظيرتها الإيطالية، التي تقع في منطقة لومبارديا الصناعية.
في حين غادر العملاء الذين نجوا من المأساة في اليوم التالي مباشرةً. حيث سافرت طائرتان لرجال أعمال من ميلان إلى إسرائيل وفقاً لخدمات تتبع الرحلات، ومن المرجح أن غرضها كان إعادة الضيوف الإسرائيليين الناجين سريعاً. ولم يتضح مقر إقامتهم بحسب الصحف الإيطالية، في ظل عدم العثور على أثر لأي حجوزات فندقية.
حادث بسبب الطقس!
أردف المصدر الشرطي: "لا أعلم مصدر محاولات إعادة بناء الأحداث، لكنها تبدو جميعاً كأنها متكلفة. ويستطيع أي شخصٍ كتابة ما يحلو له، ويمكنه القول إن الكائنات الفضائية هي التي استهدفت القارب. لكن ما جرى هو حادثة بسبب الطقس. ولا أرى أي لغزٍ كبير باستثناء حقيقة أنهم استأجروا قارباً سياحياً في يومٍ بدا جميلاً أول الأمر، وذلك من أجل جولة في البحيرة أو ربما عيد ميلاد".
فيما قال مصدر من ورشة بيكالوغا للسفن: "أبحر القارب من هنا، لكنني لا أعرف شيئاً عن الأشخاص الذين كانوا على متنه. إنها مأساة مروعة شهدت وفاة أربعة أشخاص، وهذا كل شيء". وأضاف أن تغيير الطقس لم يكن متوقعاً، ثم أوضح: "من المؤسف أنهم كانوا في المكان الخطأ وفي التوقيت الخاطئ".
يُذكر أن رقابة الحكومة الإسرائيلية قد منعت نشر هوية عميل الموساد المتقاعد الذي غرق، وسط حيرة بشأن ما حدث وسبب وجوده في شمال إيطاليا.
بينما ذكرت منافذ إخبارية إيطالية أن اسم الرجل كان إيرز شيموني. وخرج مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بتصريح في يوم الأربعاء 31 مايو/أيار، ليؤكد أن المتوفى قد خدم في الموساد بالفعل دون أن يذكر اسمه. وعادةً ما يستخدم عملاء إسرائيل أسماء مستعارة.
ليس من الغريب استدعاء عملاء إسرائيليين "متقاعدين" لتأدية المهام. ونظراً إلى التقارير التي تفيد بأن كافة ركاب القارب المنكوب كانوا عملاء مخابرات؛ فقد ظهرت التكهنات في إسرائيل حول ما إذا كانت الرحلة للراحة حقاً أم كانت جزءاً من رحلة عمل سرية محتملة.