أقر المجلس التشريعي لولاية إلينوي الأمريكية، مشروع قانون يطالب المؤسسات التي تمولها الدولة بتقديم وجبات حلال عند الطلب، لا سيما الوجبات التي تقدَّم للطلاب المسلمين في المدارس بشكل مجاني، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس، 1 يونيو/حزيران 2023.
إذ قال جيرالد هانكرسون، مدير السياسة في التحالف المدني الإسلامي، وهي منظمة غير ربحية للمشاركة المدنية، ساعدت في صياغة مشروع القانون: "إنها بالتأكيد لحظة تاريخية نأمل أن تتكرر في ولايات أخرى. هناك حاجة ماسة لذلك".
يأتي تمرير القانون في الوقت الذي قضى فيه الآباء المسلمون والمدافعون عن المجتمع المسلم في جميع أنحاء الولايات المتحدة سنوات في دعوة المدارس لتقديم وجبات حلال، بحجة أن الأمر لا يتعلق فقط بالشمول، بل بالأمن الغذائي لمجتمع يعاني من معدلات فقر مرتفعة.
تكسب نسبة مذهلة تبلغ 33% من الأسر المسلمة في الولايات المتحدة 30 ألف دولار سنوياً -وهو خط الفقر لأسرة مكونة من 4 أفراد- أو أقل، مقارنةً بـ24% من الأمريكيين بوجهٍ عام، وفقاً لمسح أجراه معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم عام 2018. في الوقت نفسه، يقول غالبية المسلمين إن تناول الطعام الحلال أمرٌ مهم بالنسبة لهم.
وبينما تقدم الولايات المتحدة وجبات غداء مدرسية مجانية ومخفضة السعر؛ لضمان عدم تعرض الأطفال للجوع، أشار البعض إلى أن البرنامج يحتمل أن يستبعد آلاف الأطفال المسلمين؛ لأنه لا توجد متطلبات لوجبات تكون حلالاً شاملة.
في السياق، قال هانكرسون إن ولاية إلينوي تضم أكبر عدد من المسلمين في البلاد من حيث عدد السكان، لكن عدداً قليلاً فقط من المقاطعات يقدم وجبات حلال. نشأ هانكرسون وهو يأكل السلطة الخضراء بالزيت والخل في كافتيريا مدرسته؛ لأنها كانت الخيار الوحيد الذي يُعرض عليه بانتظام.
وإذا وُقِّعَ على مشروع القانون من قبل حاكم الولاية، فإن المتطلبات الجديدة للولاية ستدخل حيز التنفيذ في يوليو/تموز 2024. ستتمكن المدارس من تقديم الخيارات كعناصر في قائمة انتقائية بسعر مناسب يدفعه الطلاب.
وبينما يُعتَقَد أن تشريع إلينوي هو الأول من نوعه، كانت هناك حركة مماثلة في ولايات أخرى أيضاً. الطلاب في مدارس ميلووكي العامة، حيث أقر مدير التغذية علناً بأن العروض المقدمة للطلاب المسلمين تشبه سلسلة من الوجبات الخفيفة، هم في عامهم الثاني من حملة لتحسين العروض.
وقد تحوَّل نظام المدارس العامة في مدينة نيويورك -أكبر منطقة تعليمية في البلاد- من تقديم وجبات حلال في عدد قليل من المدارس إلى أكثر من 80 في بضع سنوات فقط، بعد ضغوط عامة كبيرة.
ورغم انتشار انعدام الأمن الغذائي في المجتمع المسلم، فمن النادر أن تكون المُتطلبات الدينية جزءاً من المحادثات الوطنية حول الوصول إلى الغذاء.