أثار الهجوم الكبير بالطائرات المسيّرة على العاصمة الروسية موسكو، الخوف بين الروس، في وقت حاول فيه الكرملين التقليل من خطورة الهجوم، إضافة إلى طمأنته سكان موسكو بالقول إنها "لا تمثل تهديداً"، وإن الدفاعات الجوية الروسية "عملت كما ينبغي لها".
موقع The Daily Beast الأمريكي قال الثلاثاء 30 مايو/أيار 2023، إن كثيراً من الروس سارعوا إلى تحميل وزارة الدفاع الروسية مسؤولية وصول الحرب إلى العاصمة موسكو.
مؤسس مجموعة "فاغنر" للمرتزقة في روسيا، يفغيني بريغوجين، قال في تصريح يعج بالسباب والألفاظ البذيئة: "أنتم أيها البلهاء، ماذا تفعلون؟ أنتم أيها الأوغاد في وزارة الدفاع، لم تفعلوا شيئاً، لماذا تسمحون لهذه المسيّرات بالوصول إلى موسكو؟".
كذلك أعلن بريغوجين أنه طلب من الادعاء الروسي التحقيق في احتمال ضلوع مسؤولي دفاع روس كبار في أي "جريمة" قبل الحرب في أوكرانيا أو أثناءها، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
بريغوجين معروف بهجماته المتكررة على مسؤولي وزارة الدفاع، لكنه لم يكن الوحيد الذي يحمّل الجيش مسؤولية هجوم المسيّرات، إذ إن الهجمات على العاصمة موسكو لم يكن يفترض أن تصبح ممكنة، حتى بعد أن أمر الرئيس بوتين قواته بغزو أوكرانيا المجاورة.
من جانبه، أفاد الموقع المستقل Mozhem Obyasnit، بأن سكان موسكو أمطروا الصفحة الرسمية لحاكمها على مواقع التواصل الاجتماعي برسائل غاضبة، وكتب أحد السكان المنزعجين: "كيف تصل إلى موسكو؟! انتم المسؤولون في وزارة الدفاع، هل ستتحركون حتى؟ أين دفاعنا عن العاصمة؟".
كذلك أعرب آخرون عن قلقهم من عدم وجود ملاجئ من القصف، وقالت مقيمة تدعى أرينا: "أين الملاجئ في ليوبارتسي؟ لا يوجد. قبو منزلنا مليء بالقمامة"، في حين قال مواطن آخر: "بهذا المعدل ستتحول روسيا إلى سوريا، الوضع مقلق".
#Russian media shows the location of an alleged drone strike near the 25th floor on Atlasova Street in New #Moscow. pic.twitter.com/Y93sNL0W95
— NEXTA (@nexta_tv) May 30, 2023
تحذيرات لإسكات الغضب
في موازاة ذلك، يحاول المسؤولون بموسكو السيطرة على الغضب المنتشر على شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال تحذير الناس من إمكانية اعتقالهم إذا شاركوا معلومات غير رسمية عن هجوم المسيرات، وقالوا إنهم كشفوا بالفعل كثيراً من "المعلومات الزائفة" على وسائل التواصل الاجتماعي.
بدوره، قال المتحدث باسم فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف، إن هذا الهجوم "لم يخلف ضحايا"، واعتبره محاولة فاشلة من "نظام كييف" للانتقام من الضربات الروسية، وذلك على الرغم من أن أوكرانيا نفت مسؤوليتها عنه، بحسب قولها.
كذلك نقل موقع Meduza عن مصادر مقربة من الإدارة الرئاسية في روسيا، قولهم إن هجوم الطائرات المسيرة على موسكو كان "متوقعاً" بعد أن وصلت طائرات مسيرة إلى الكرملين مطلع هذا الشهر.
فيما أبدى العديد من النواب الذين أجرت معهم وكالة Verstka مقابلات، رد فعل هادئاً على الهجوم أيضاً، ونقل عن نائب لم يذكر اسمه، قوله "لا أرى أي تغييرات أو مشكلات".
لكن آخرين أشاروا إلى أن الوقت قد حان "لقصف واشنطن أخيراً"، وفقاً لوكالة Verstka، فيما أشار نائب واحد على الأقل إلى أن الهجوم قد يؤدي إلى تصعيد كبير في الحرب.
إذ صرح النائب الروسي أوليغ نيلوف للصحفيين بأن "موسكو تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة شنته الحكومة الأوكرانية الإرهابية"، مشيراً إلى أن "الأسلحة النووية التكتيكية لن تبقى مخزنة فترة طويلة".
على الرغم من تأكيد وزارة الدفاع الروسية أن 8 طائرات مسيرة فقط شاركت في الهجوم، فإن تقارير محلية ذكرت أن عددها أعلى من ذلك بكثير، وأشارت إلى إطلاق نحو 25 طائرة مسيرة على العاصمة.
بحسب الفيديوهات والصور التي أظهرت آثار الهجوم على موسكو، فإن العديد من المسيّرات استهدفت منازل النخبة الروسية، إذ قالت تقارير إن طائرة من هذه الطائرات هبطت على بعد أقل من 3 كم من مقر إقامة بوتين في نوفو أوغاريوفو، وفقاً للموقع الأمريكي.