نقلت وكالة الأناضول عن مصادر لم تسمّها، الثلاثاء 30 مايو/أيار 2023، أن الولايات المتحدة زوّدت قواتها المتمركزة قرب حقول النفط، شرقي سوريا، بمنظومة صواريخ من طراز "هيمارس" خلال الأيام القليلة الماضية.
بحسب تلك المصادر، فإن الجيش الأمريكي أرسل منظومة "هيمارس" إلى محافظة دير الزور التي تخضع لتنظيم "وحدات حماية الشعب" المصنّفة على قائمة الإرهاب في تركيا، حيث تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني المصنّف إرهابياً لدى أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي.
وأشارت المصادر إلى أن المنظومة "تم إرسالها إلى القاعدة الأمريكية في حقل العمر النفطي وقاعدتها في حقل كونكو للغاز الطبيعي".
في حين أوضحت أن الغاية من إرسال المنظومة إلى الحقلين المذكورين هي "التصدي لهجمات وقصف محتمل من المجموعات التابعة لإيران في الضفة المقابلة لنهر الفرات الذي يمر من وسط دير الزور".
كما أشارت إلى أن "قواعد ونقاطاً عسكرية أمريكية في سوريا سبق أن تعرضت عدة مرات إلى هجمات من مسيرات وصواريخ انطلقت من مناطق سيطرة المجموعات التابعة لإيران".
جدير بالذكر أن الجيش الأمريكي أجرى تدريبات لعناصر "وحدات حماية الشعب" على دبابات (لم يُعرف طرازها)، ومضادات دبابات من طراز "تاو" أمريكية الصنع في 16 مايو/أيار الجاري، وفق الأناضول.
ومنذ عام 2015 دربت القوات الأمريكية الآلاف من عناصر التنظيم في قواعدها العسكرية في المنطقة، تحت ذريعة مكافحة تنظيم "داعش"، كما قدمت لها كميات هائلة من الأسلحة والمعدات القتالية.
اشتباكات متبادلة
وفي أواخر مارس/آذار الماضي، شنّت القوات الأمريكية عدة ضربات جوية في سوريا، استهدفت جماعات متحالفة مع إيران تتهمها الولايات المتحدة بتنفيذ هجوم بطائرة مسيرة، أسفر عن مقتل متعاقد وإصابة 5 جنود أمريكيين.
وأسفر الهجوم الأمريكي في ذلك الحين عن مقتل 19 من العناصر الموالية لإيران، في وقت تبادلت فيه قوات أمريكية وأخرى تابعة لإيران القصف في مناطق متفرقة بشرق سوريا.
كان التصعيد بين القوات الأمريكية وقوات موالية لإيران في سوريا قد بدأ عقب استهداف طائرة مسيرة، في 23 مارس/آذار، منشأةَ صيانة في قاعدة لقوات التحالف قرب الحسكة، في شمال شرقي سوريا، ما أدى الى مقتل متعاقد أمريكي، وإصابة 5 عسكريين أمريكيين ومقاول أمريكي آخَر، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية.
الرد الأمريكي على الهجوم استهدف نقاطاً عسكرية لميليشيات مدعومة من إيران، في محافظة دير الزور ومنطقتي البوكمال والميادين شرقي سوريا.
تُشير تقديرات للمرصد السوري لحقوق الإنسان لوجود نحو 15 ألف مقاتل من المجموعات العراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران، في محافظة دير الزور، الغنية بالنفط، وتحديداً في المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية مع العراق ودير الزور، مروراً بالميادين.
وتُعدّ المنطقة الحدودية طريقاً مهماً للكتائب العراقية ولـ"حزب الله" اللبناني كما المجموعات الأخرى الموالية لإيران، لنقل الأسلحة والمقاتلين، وتستخدم أيضاً لنقل البضائع على أنواعها بين العراق وسوريا، وغالباً ما يتم استهدافها بغارات يتبنى التحالف عدداً منها ويُنسب بعضها إلى إسرائيل.
من جانبها، تقود واشنطن التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، وينتشر 900 جندي أمريكي ضمن قوات التحالف في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، ويتمركزون في قواعد عدة في محافظة الحسكة (شمال شرق سوريا)، والرقة (شمال)، ودير الزور (شرق).