أعلن قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، الثلاثاء 30 مايو/أيار 2023، عن تحرير مختطف سعودي كان الاتصال به قد انقطع منذ يوم الأحد الماضي، وذلك أثناء وجوده في العاصمة بيروت، ما أثار مخاوف لدى الرياض على رعاياها ودبلوماسييها الذين طالبتهم بالالتزام بمنازلهم عقب الحادثة.
عون قال، في مؤتمر صحفي عقده في أحد فنادق بيروت، إن "المخابرات اللبنانية تمكنت اليوم من تحرير المخطوف السعودي، وأوقفت عدداً من الخاطفين".
في بيان لاحق عبر تويتر، ذكر الجيش أن "دورية من مديرية المخابرات تمكنت من تحرير المخطوف السعودي مشاري المطيري"، وأضاف أن ذلك جاء "بعد عملية نوعية على الحدود اللبنانية السورية".
من جانبه، أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بعد الإعلان عن تحرير المختطف "الإصرار على ضبط الوضع الأمني وعدم السماح بحصول أي تهديد يطول أمن اللبنانيين والرعايا الموجودين في لبنان".
ميقاتي قال، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، إن "عملية خطف أحد المواطنين السعوديين مدانة بكل المعايير، ونهنئ الجيش على الجهد الكبير الذي بذله للإفراج عنه وتوقيف المتورطين في عملية الخطف".
كان وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي قد أعلن، يوم الإثنين 29 مايو/أيار 2023، أن مواطناً سعودياً اختطف في العاصمة بيروت.
من جانبها، أفادت قناة "الإخبارية" السعودية، بأن المواطن المختطف "يعمل لصالح الخطوط السعودية في بيروت، وتم اختطافه من المنطقة التجارية في بيروت"، مضيفةً أن "الخاطفين بعثوا رسالة مطالبين بفدية مالية تقدر بـ400 ألف دولار"، وذكرت أن "الرسالة الهاتفية صدرت من الضاحية الجنوبية لبيروت".
سفارة المملكة لدى لبنان : تلقينا بلاغا من ذوي أحد المواطنين الذي فقد الاتصال به فجر يوم الأحد ونتواصل مع السلطات الأمنية اللبنانية على أعلى المستوبات لكشف ملابسات اختفاء المواطن pic.twitter.com/6kOswbeiDp
— موجز الأخبار 🇸🇦 (@KSA24) May 29, 2023
كانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت عن مصدر أمني، قوله إن "المعلومات الأولية المتوافرة تفيد بأن السعودي اختُطف من قِبل مجهولين بثياب عناصر أمن، بسيارة رباعية الدفع، عند واجهة بيروت البحرية، حيث كان في أحد المطاعم".
أشار المصدر إلى أن الخاطفين يموهون باستخدام هاتفه الذي تم رصده في مناطق مختلفة في بيروت ومحيطها، من دون أن تتوافر أية معلومات عن هويتهم، كما أوضح أن عملية الخطف تمت بطريقة احترافية، في أسلوب يُعتمد لأول مرة منذ الحرب الأهلية (1975-1990)، من ناحية اختطاف رعايا أجانب من قِبل منتحلي صفة رجال أمن.
على إثر اختطاف مواطنها في بيروت، طلبت السعودية من موظفيها الدبلوماسيين في لبنان البقاء في منازلهم.
يُذكر أن السعودية في عام 2017، قد حظرت سفر مواطنيها إلى لبنان لأسباب "أمنية"، ثم عادت ورفعت الحظر عام 2019.
وفي أبريل/نيسان 2022 أعلنت السعودية عن عودة سفيرها إلى لبنان، بعدما بدا أن العلاقات بين البلدين تتحسن في أعقاب تدهورها عام 2021، عندما استدعت المملكة ودول خليجية أخرى سفراءها من بيروت.
كانت السعودية ودول الخليج من أكبر المانحين للبنان، لكن العلاقات توترت لسنوات بسبب النفوذ المتزايد لـ"حزب الله" المدعوم من إيران.