أطلق أرشيف الجيش الإسرائيلي في وزارة الأمن القومي، الأحد 28 مايو/أيار 2023، موقعاً كبيراً وشاملاً عن حرب أكتوبر، أو ما تطلق عليه إسرائيل "حرب الغفران"، بعد مرور 50 عاماً عليها، ويمكن من خلال الموقع الاطلاع على عشرات آلاف المستندات، والصور، ومقاطع الفيديو والتسجيلات وشهادات من الحرب.
حسب موقع "I24" الإسرائيلي، كشفت هذه المواد لأول مرة عن النقاط الرئيسية للثغرة الاستخباراتية التي سبقت وقوع القتال، والتي اطلعت عليها لجنة "اجرنت" من جانب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في حينه الجنرال إيلي عزرا.
شهادات من الحرب
في الجمع الاستخباراتي من 6 أكتوبر/تشرين الأول عام 1973 كتب أنه "يبدو لنا أنه يوجد تنسيق بالخطوات بين مصر وسوريا.. جيوش مصر وسوريا جاهزة عملياً للحرب. الجيوش بالقرب من الحدود هي بقوة غير مسبوقة حتى اليوم. إن اُتخذ قرار على المستوى الاستراتيجي بإطلاق حرب فإنهم سيتمكنون من ذلك على ضوء التجهيزات الحالية بدون الحاجة إلى تجهيزات إضافية..".
كما أضاف: "من جانب يمكننا الافتراض أن المستوى الاستراتيجي في مصر وسوريا على دراية بعدم وجود احتمال بالنجاح بذلك والمخاطر جراء ذلك. من جانب آخر فإننا نشهد استعدادات عسكرية واسعة ولدينا معلومات عن اتجاه لإطلاق حرب على المدى الفوري".
إضافة لذلك، فإن يوميات العميد يوآل بن فورات حول فشل المخابرات وغياب الردع على الرغم من المؤشرات الكثيرة قد رأت النور لأول مرة بشأن حرب أكتوبر، مثل شهادات أولية كشفت بعد سقوط موقع العسكري "حرمون" وفي فقرة من يوميات يوآل بن فورات ذكر: "وصلت برقية إلى الموساد بالفعل في الساعة 2:30 (قبل 36 ساعة من إطلاق النار) مشفرة بكلمات رمزية غامضة".
كما تابع: "كلمتان من داخلها كانت واضحة تماما: war imminent- حرب فورية. باستثناء الثلاثة (رئيس الموساد، رئيس هيئة الأركان، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية)- ولا أي شخص علم عن هذه المعلومة، لا رئيس الحكومة ولا وزير الأمن ولا رئيس هيئة الأركان".
ملفات أصلية عن حرب أكتوبر
الموقع يكشف لأول مرة للجمهور الواسع عن ملفات أصلية عن حرب أكتوبر بحجم كبير بما في ذلك: 15,301 صورة، 6,085 مستند، 215 شريط فيديو، 40 تسجيلاً صوتياً و169 خريطة، والقادرة على توضيح مشهد المعارك، واعتبارات ومداولات صناع القرار، أحداث دراماتيكية في القتال ولحظات صغيرة في حياة المحاربين.
قبل ذلك في عام 2021، أفصح أرشيف الدولة الإسرائيلي عن 61 وثيقة تاريخية، بإجمالي 1229 صفحة، تكشف تفاصيل ومعلومات جديدة وصادمة عن حرب أكتوبر، منها خطة قصف دمشق، والمخاوف من اندلاع حرب عالمية.
شملت المواد مقاطع من مذكرات حرب رئيسة الوزراء ومحاضر اجتماعات في مكتبها واجتماعات مجلس الوزراء والمشاورات حول القضايا الدبلوماسية والعسكرية.
كما أظهرت وثائق حرب أكتوبر الذعر الذي دب لدى رئيسة الوزراء الإسرائيلية في ذلك الوقت غولدا مائير، التي قالت عن مبعوثها الذي أرسلته واشنطن: "يجب أن يطلب الدبابات والفانتوم على الفور".
أضافت رئيسة الوزراء قائلةً لزملائها في مجلس الوزراء: "يجب أن يقول (استغاثة لكيسنجر): إنهم لا يحبون اليهود على الإطلاق. اليهود ضعفاء، أو أسوأ. سيرموننا للكلاب"، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Haaretz.