اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين، الخميس 25 مايو/أيار 2023، المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال بمناسبة "عيد الأسابيع" الذي يحتفل به اليهود سنوياً.
دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قالت، في تصريح مقتضب، إن "252 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى بالفترة الصباحية"، فيما يتوقع قيام المزيد من المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى في فترة ما بعد صلاة الظهر.
وكانت جماعات يمينية إسرائيلية دعت لاقتحام المسجد الأقصى بمناسبة عيد "شفوعوت"، أو "الأسابيع" باللغة العربية، الذي يحتفل به اليهود اليوم وغداً الجمعة.
ووفق شهود عيان، سمحت شرطة الاحتلال الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام المسجد ضمن مجموعات من خلال "باب المغاربة" في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وأضافوا أن شرطة الاحتلال رافقت المستوطنين أثناء اقتحاماتهم، كما منعت منذ ما قبل صلاة الفجر الفلسطينيين دون سن 50 عاماً من دخول المسجد الأقصى لأداء الصلاة لحين انتهاء الاقتحامات.
وكانت إسرائيل سمحت للمستوطنين باقتحام المسجد أحادياً منذ عام 2003، وسط تنديد ورفض دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية.
عيد "شفوعوت" اليهودي
ويشار إلى أن عيد "شفوعوت" يعتبر أحد الأعياد الثلاثة الكبرى التي تحددها التشريعات التوراتية، والتي يحتفل بها اليهود بشكل سنوي، وتتوافق بداية هذا العيد مع وقت جمع محصول الحنطة، ولذلك فإنه يسمى أيضاً عيد الحصاد.
وقد سمي هذا العيد عيد الأسابيع؛ لأن "الرب" أمر بني إسرائيل بإحصاء 7 أسابيع من بداية عيد الفصح، ثم يحتفلون في اليوم الخمسين بعد انقضاء هذه الأسابيع السبعة بعيد الأسابيع. ومن هنا وبسبب هذه الأسابيع جاءت تسمية هذا العيد. ويطلق التقليد اليهودي على هذه الأيام الخمسين التي تمتد من بداية عيد الفصح وحتى يوم الاحتفال بعيد الأسابيع تسمية عُومِر.
وتُركز "منظمات الهيكل" اليهودية في هذا العيد على الاحتفال والزينة، وتعزير أداء "السجود الملحمي" في ساحات الأقصى، وأداء طقوس تلمودية علنية جماعية، وأيضاً تقديم "القرابين النباتية -القمح مثلًا-، وشرب الخمر عند باب المغاربة قبل الاقتحام".
وعيد "الأسابيع" يعتبر من أعياد الحج الثلاثة عند اليهود، فهو يرتبط بأيام "الهيكل" المزعوم بحسب نصوص التوراة المكتوبة، لذلك يربطه اليهود بالمسجد الأقصى بشكل مباشر.
ويعرف أيضاً بـ"عيد الحصاد"، ويُحتفل خلاله بـ"نزول التوراة على اليهود، وببزوغ بواكير الثمار، وسمي عيد الأسابيع لأنه يأتي بعد 7 أسابيع من عيد الفصح العبري، لكن التوراة لا تحدد تاريخاً واضحاً له".
ويعدّه اليهود عيداً يرمز إلى "عودة شعب إسرائيل إلى ما يزعمون أنها أرضهم، حيث حاز على اهتمام خاص بعد توسع المشروع الصهيوني ونشوء فكرة المستوطنات الزراعية (الكيبوتسات)، وأهمية العمل في الأرض".