أصدرت محكمة سويسرية الأربعاء، 24 مايو/أيار 2023، قرارها بخصوص اتهامات بـ"الاغتصاب والإكراه الجنسي" طالت المفكر الإسلامي طارق رمضان، فيما أعلنت المتهمة استئناف الحكم.
ومع بدء محاكمته، أكد المفكر الإسلامي طارق رمضان، المصاب بالاكتئاب والتصلب اللويحي المتعدد، أنه مصمم على "مواجهة الكذب والتلاعب"، إذ قال أمام المحكمة "أعاني من اكتئاب، وأريد الدفاع عن الحقيقة، أنا هنا لأني أريد أن أواجه. لن أترك الكذب والتلاعب يتغلبان عليّ".
وتابع، وقد غلبه التأثر، متحدثاً عن نفسه "حصل انهيار معنوي"، قبل أن يؤكد أنه "بريء" أمام الحضور الكبير، وبينهم أولاده. وشدد "لم أعنف أحداً في حياتي".
وكانت المدعية السويسرية التي تقول إنها تعيش في ظل التهديد وتستخدم اسم "بريجيت" المستعار، في الأربعين من العمر تقريباً عند حدوث الوقائع المفترضة قبل حوالي 15 عاماً.
وتؤكد أن رمضان أخضعها لأفعال جنسية وحشية ترافقت مع الضرب والشتائم مساء 28 أكتوبر/تشرين الأول 2008، بغرفة فندق في جنيف.
وأقر طارق رمضان، البالغ 60 عاماً، والذي قد يواجه محاكمة لوقائع مماثلة في فرنسا أيضاً، أنه التقى المدعية، لكنه أكد خلال التحقيق أنه تخلى عن فكرة إقامة علاقة جنسية معها.
ويحمل رمضان شهادة دكتوراه من جامعة جنيف؛ حيث كتب أطروحة حول مؤسس جماعة الإخوان المسلمين المصرية، حسن البنا، جده لوالدته. وكان أستاذاً في الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وأستاذاً ضيفاً في جامعات عدة في المغرب وماليزيا واليابان وقطر، ويتمتع رمضان بشعبية في أوساط الإسلام المحافظ.
في فرنسا يشتبه بارتكابه عمليات اغتصاب بين العامين 2009 و2016 استهدفت 4 نساء، وهي قضية تسببت بسقوطه العام 2017، وطلبت النيابة العامة الباريسية في يوليو/تموز إحالته إلى محكمة الجنايات، ويعود لقضاة التحقيق لاتخاذ قرار محاكمته من عدمها.
وفي إطار الملف الفرنسي، حبس موقتاً مدة 9 أشهر في 2018، وأُفرج عنه في نوفمبر/تشرين الثاني من السنة نفسها. وهو لا يزال خاضعاً لمراقبة قضائية منذ ذلك الحين.
ومن الشروط القضائية المفروضة عليه الإقامة في فرنسا، بيد أنه يحصل على أذونات استثنائية لمغادرة الأراضي الفرنسية للتوجه إلى سويسرا في إطار القضية الراهنة.