دفعت ملصقات تصوِّر الرئيس ماكرون في شكل أدولف هتلر الشرطة إلى فتح تحقيق، مثيرة مزيداً من القلق في فرنسا إزاء العنف الذي يغلف جو الخطاب السياسي، بحسب ما نشرت صحيفة The Times البريطانية، 20 مايو/أيار 2023.
وهذه الملصقات التي ثُبِّتت على لوحات إعلانية بارزة بالقرب من مبنى البلدية والمحافظة ومحطة السكك الحديدية، عبارة عن نسخ من لوحة جدارية لماكرون رسمها فنان شوارع محلي يُدعى ليكتو على محول كهربائي على طريق رئيسي في أفينيون في أبريل/نيسان 2023.
كتب على الملصقات: "العصيان المدني يصبح واجباً مقدساً حين تخرج الدولة عن القانون أو تَفسد".
وقد أزيلت هذه الملصقات وأصدر المدعون أمراً للشرطة بتعقب المسؤولين عن هذه الملصقات. وستوجه إليهم تهم التحريض على التمرد وإهانة الرئيس، وهي جرائم تصل عقوبتها إلى السجن شهرين كحد أقصى وغرامة قدرها 19.500 يورو.
واُتّهم هذا الفنان بالفعل بمعاداة السامية بسبب لوحة جدارية ساخرة رسمها على أحد جدران أفينيون عام 2022. وهذه الجدارية تصور ماكرون بدمية في يد جاك أتالي، المفكر والاقتصادي المخضرم الذي يعمل مستشاراً لدى الرئيس.
أدانت معظم التيارات السياسية هذه الملصقات. إذ اُعتبرت شكلاً جديداً من الأساليب البصرية واللفظية المتطرفة التي تُنشر للطعن في ماكرون منذ انطلاق حركة السترة الصفراء في العامين 2018-2019.
وقال رينو موسيلييه، رئيس منطقة بروفانس ألب كوت دازور، في تغريدة: "إلى أي مدى سيذهبون في الخسة والوقاحة؟ لقد حان الوقت لمعاقبة المشاركين في هذه الحملات البغيضة بأشد الطرق الممكنة".
وتحولت مشاعر الغضب من ماكرون إلى عنف جسدي الأسبوع الماضي، حين انهال عدد من الرجال بالضرب على جان بابتيست تروجنو، قريب زوجة الرئيس البالغ من العمر 30 عاماً في مدينة أميان.
وما أثار القلق أيضاً حريق متعمد لمنزل يانيك مورز، رئيس بلدية سانت بريفين، غربيّ مدينة نانت، على يد أناس غاضبين من دعمه لنُزُل لمهاجرين هناك. واستقال مورز، وحمّل الدولة المسؤولية لفشلها في حمايته، رغم أنه أبلغ الشرطة عن تلقيه تهديدات بالقتل.