قال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، الأحد 21 مايو/أيار 2023، إن بلاده ستبدأ تدريب الطيارين الأوكرانيين هذا الصيف، من أجل دعم كييف في حربها مع روسيا، فيما اعتبرت ألمانيا أن هذه التدريبات تحمل رسالة إلى موسكو، مفادها أنه لن يكون بإمكانها الانتصار بالحرب في أوكرانيا.
تصريح سوناك جاء على هامش قمة "مجموعة السبع" التي استضافتها مدينة هيروشيما باليابان، وكان برفقته الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقال سوناك "إنه لا أحد يريد السلام أكثر من زيلينسكي، وإن شروط السلام ينبغي أن تستند إلى مبادئ أوكرانيا".
كذلك لفت سوناك إلى أن بلاده ستعمل مع هولندا وبلجيكا والدنمارك "لتزويد أوكرانيا بالقدرات الجوية القتالية التي تحتاجها".
جاء الإعلان عن موعد تدريب الطيارين الأوكرانيين، بعدما أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن استعداداً للسماح لدول أخرى بتزويد أوكرانيا بمقاتلات إف-16 التي تطالب بها كييف بشدة، وهو موقف وصفه الرئيس الأوكراني زيلينسكي بأنه "تاريخي"، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
مسؤول كبير في البيت الأبيض، قال إن بايدن الذي يشارك في قمة "مجموعة السبع" في اليابان، أكد لمحاوريه "دعمه مبادرة مشتركة تهدف إلى تدريب طيارين أوكرانيين على طائرات مقاتلة من الجيل الرابع، بما يشمل مقاتلات إف-16".
بدورهم، ذكر مسؤولون أمريكيون أن التدريب على الطائرات أمريكية الصنع سيجري في أوروبا وسيستغرق وقتاً، وأشارت تقديراتهم إلى أن مرحلة التدريب والتسليم قد تحتاج إلى 18 شهراً على الأقل.
وعلى مدار أيام القمة الثلاثة، أرسلت دول "مجموعة السبع" إشارات إلى روسيا بأنها مستعدة لدعم أوكرانيا على المدى الطويل.
في هذا السياق، قال المستشار الألماني أولاف شولتز، اليوم الأحد، إن برامج لتدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 هي رسالة موجهة لروسيا حتى لا تتوقع نجاح حربها على أوكرانيا حتى لو طال أمده.
شولتز أضاف في تصريحات للصحفيين قبل مغادرته قمة "مجموعة السبع"، أن "تدريب الطيارين مشروع طويل (…) والولايات المتحدة لم تقرر ما الذي سيحدث في النهاية. المشروع يحمل رسالة لروسيا، وهي أنها لا يمكنها التعويل على تحقيق النصر إذا راهنت على حرب طويلة".
تمثل مسألة حصول أوكرانيا على المقاتلات الحديثة واستخدامها تحدياً لمجموعة السبع، التي تكثف تدريجياً من دعمها لكييف في الحرب الدائرة منذ 15 شهراً، لكنها تخشى الذهاب بعيداً في استفزاز موسكو.
كانت وكالة "تاس" الروسية قد نقلت عن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو القول، يوم السبت 20 مايو/أيار 2023، إن الدول الغربية ستواجه "مخاطر جسيمة" إذا زودت أوكرانيا بطائرات إف-16.
روايات متضاربة حول باخموت
ميدانياً، لا تزال الروايات متضاربة بين روسيا وأوكرانيا حول مدينة باخموت، التي تشهد منذ أشهر معارك عنيفة، في محاولة من موسكو لبسط سيطرتها على المدينة الأوكرانية.
سيرجي نيكيفوروف، المتحدث باسم الرئيس الأوكراني زيلينسكي، قال اليوم الأحد إن زيلينسكي لم يؤكد سيطرة القوات الروسية على مدينة باخموت في شرق البلاد.
وكتب على "فيسبوك": "سؤال المراسل كان: الروس قالوا إنهم سيطروا على باخموت… وكان رد الرئيس: لا أعتقد ذلك"، وأضاف باللغة الأوكرانية "بهذه الطريقة نفى الرئيس الاستيلاء على باخموت".
كانت وكالة أنباء قد أوردت أن زيلينسكي "أكد على ما يبدو" سيطرة روسيا على باخموت، إذ قال رداً على سؤال حول ما إذا كانت المدينة لا تزال تحت سيطرة كييف "أعتقد لا"، وذلك قبل أن يصدر المتحدث باسم زيلينسكي التوضيح.
يأتي هذا بعدما قالت روسيا، مساء السبت 20 مايو/أيار 2023، إنّها سيطرت بالكامل على مدينة باخموت، في حين أكّدت كييف أنّ القتال مستمرّ رغم إقرارها بأنّ الوضع "حرج".
وزارة الدفاع الروسيّة قالت إنّه "على إثر الأعمال الهجوميّة لوحدات فاغنر (قوات من المرتزقة)، بدعم من مدفعيّة وحدة الجنوب وطيرانها، اكتمل تحرير مدينة أرتيموفسك"، مُستخدمةً الاسم السوفييتي لباخموت، وقبل ذلك بساعات قليلة كان يفغيني بريغوجين، رئيس فاغنر، قد أعلن السيطرة على مدينة باخموت.
في حال تأكّدت السيطرة على باخموت سيكون بوسع موسكو إعلان انتصار بعد سلسلة من النكسات العسكرية مُنيت بها منذ بدء الحرب، وذلك قبل هجوم أوكراني مضادّ تُعدّ له كييف منذ أشهر.