تركتهم عالقين وسط حرب دامية! ميدل إيست آي: السفارة الأمريكية في الخرطوم أتلفت جوازات سفر السودانيين

عربي بوست
تم النشر: 2023/05/20 الساعة 12:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/20 الساعة 12:45 بتوقيت غرينتش
سودانيون يفرون من الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع ، على الحدود مع مصر/ رويترز

أتلفت سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم جوازات سفر سودانيين و"رعايا دول أخرى" تقدموا إليها للحصول على تأشيرات وجوازات سفر، وتسببت هذه الخطوة في عجز أصحاب هذه الجوازات عن مغادرة السودان، الذي دخل في حالة اضطراب منذ 15 أبريل/نيسان، إثر اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.

تلقى الحاج شرف، وهو مهندس برمجيات سوداني، موافقة على الانضمام إلى برنامج درجة الماجستير في علوم الكمبيوتر في جامعة مهاريشي الدولية في فيرفيلد بولاية أيوا. وكان يُفترض أن يبدأ الدراسة في 2 مايو/أيار، وكي يتمكن من الدراسة في الولايات المتحدة ترك شرف جواز سفره في السفارة الأمريكية في الخرطوم لإصدار تأشيرة لغير المهاجرين. وكانت التأشيرة قد صدرت بالفعل حين  بدأ القتال، لكنه لم يتمكن من استرداد جواز سفره.

الخرطوم السودن السفارة الامريكية في الخرطوم
العاصمة السودانية الخرطوم – رويترز

وأرسل شرف من فوره رسالة بريد إلكتروني إلى السفارة الأمريكية، لكن السفارة ردت بالقول إنها مغلقة مؤقتاً.

فيما واجه إبراهيم خالد، صديق شرف، المشكلة نفسها، فقد كان متوجهاً إلى الولايات المتحدة للدراسة، لكن جواز سفره محتجز في السفارة منذ 31 يناير/كانون الثاني. ومع اندلاع الاشتباكات في مدينته لم يجد مخرجاً أيضاً.

ومُنح شرف إذناً بتجديد جواز سفر قديم- وكان عليه أن يجد شرطياً يفعل ذلك يدوياً- لكنه لم يكن يملك جواز سفر قديماً.

وأرسل إلى المسؤول عن القبول بالجامعة وشرح الموقف: كان في وطنه، وتحول وطنه إلى منطقة حرب. وأراد أن يرحل لكن السفارة الأمريكية أتلفت جواز سفره ولم يعد أمامه الآن سبيل للمغادرة، وسألهم إن كان يمكنه أن يبدأ دراسته في أغسطس/آب.

وقال شرف لموقع Middle East Eye: "لا بد من وجود معاملة عادلة وخطة بديلة لوضع كهذا… لقد خاب أملي فقط. لم أستطع بدء دراستي، والآن بعد إتلاف جواز السفر لا يمكنني حتى مغادرة بلدي والذهاب إلى مكان آمن".

أمريكا تعلق

فيما أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن جوازات السفر المحفوظة في مبنى الخرطوم قد أُتلفت، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لموقع Middle East Eye: "من الإجراءات الاعتيادية خلال هذه المواقف اتخاذ الاحتياطات اللازمة وعدم ترك أي مستندات أو مواد أو معلومات يمكن أن تقع في الأيدي الخطأ ويُساء استخدامها".

كما أضاف: "سفارتنا في الخرطوم كانت تحتفظ بجوازات سفر سودانيين ورعايا دول أخرى كانوا في مرحلة التقدم للحصول على تأشيرات وجوازات سفر. ولأن البيئة الأمنية لم تسمح لنا بإعادة هذه الجوازات بأمان، اتبعنا إجراءاتنا وأتلفناها حتى لا نتركها وراءنا وهي غير آمنة".

نازحون يهربون من جحيم الحرب في السودان، السفارة الأمريكية
نازحون يهربون من جحيم الحرب في السودان، رويترز

وقال المتحدث إن الحكومة الأمريكية "قدمت للأفراد أفضل المعلومات المتاحة حول كيفية الحصول على جوازات سفر جديدة أو وثائق سفر على الحدود مع مصر، لأن هذا هو المكان الوحيد داخل السودان الذي نعرفه حالياً، وربما تصدر الحكومة السودانية جوازات سفر ووثائق سفر جديدة هناك".

وقبل إتلاف هذه الوثائق لم يتمكن المواطنون السودانيون الذين كانت جوازات سفرهم محتجزة في السفارات الأجنبية في الخرطوم من الوصول إليها، لأن السفارات كانت مغلقة، وأثناء إجلاء الدبلوماسيين والمسؤولين الغربيين، شكا مواطنون سودانيون عاديون من تجاهلهم أو إهمالهم حين أرادوا التحدث إلى موظفي السفارة الأوروبية عن وضعهم.

وأتلفت السفارة الفرنسية جميع جوازات السفر التي كانت بحوزتها، في حين لم تفعل السفارتان السويدية والهولندية، وكانتا تحتفظان بجوازات سفر أيضاً.

تحميل المزيد