ردّ وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الجمعة 19 مايو/أيار 2023، على الانتقادات الأمريكية بشأن إعادة دمشق إلى الجامعة العربية، بالقول إن "الوضع بسوريا غير قابل للاستدامة، وكان يجب الحوار مع حكومة دمشق". كما أوضح أن مباحثات ممثلي الأطراف السودانية متواصلة في مدينة جدة، معرباً عن توقعه التوصل إلى "هدنة إنسانية قريباً".
جاء ذلك في رد وزير الخارجية السعودي على أسئلة الصحفيين خلال مؤتمر صحفي، عقب اختتام أعمال القمة العربية في وقت سابقٍ الجمعة. وعن موقف المملكة من اعتراضات واشنطن على إعادة سوريا للجامعة العربية، قال بن فرحان: "نفهم وجهة نظر الولايات المتحدة لكن الوضع القائم بسوريا غير قابل للاستدامة".
اقرأ أيضاً
وزير الخارجية السعودي يكشف مصير مفاوضات السودان
وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أضاف: "كان يجب الحوار مع حكومة دمشق، وسنتحاور مع شركائنا الغربيين بشأن ذلك". وبشأن الأوضاع في السودان، قال إن "المباحثات السودانية متواصلة في جدة، ومن المبكر الحديث عن انفراجة، لكننا نطمح للوصول إلى هدنة إنسانية قريباً".
كذلك أوضح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الجمعة، أن دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لحضور القمة العربية في جدة، كانت من باب "سماع وجهات نظر جميع الأطراف" في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ورحب برسالتي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ، الموجهتين إلى القمة.
قال وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحفي أعقب أعمال القمة: "دعوتنا لفخامة الرئيس زيلينسكي هي من باب سماع وجهة نظر جميع الأطراف". وتابع الأمير فيصل بن فرحان قائلاً: "اتخذت الدول العربية منذ بداية الأزمة موقف الحياد، وليس الحياد السلبي بل الحياد الإيجابي".
أردف: "كنا منخرطين في فتح الحوار مع الطرفين؛ أملاً في أن نستطيع الوصول إلى سبيل يفتح الباب للحل من خلال الحوار".
تابع: "قناعة كل الدول العربية أن هذه الأزمة لن تحل إلا بالحوار، والحوار بالتأكيد بين طرفي النزاع الرئيسيين وهما روسيا وأوكرانيا، وهذا يستوجب التواصل مع الجميع والسماع من الجميع".
اقرأ أيضاً
حرب أوكرانيا في اجتماع القمة العربية
أضاف وزير الخارجية السعودي: "لا شك في أننا حريصون كل الحرص على علاقاتنا مع أوكرانيا، وكل الدول العربية تقريباً لديها علاقات ممتازة مع أوكرانيا تسبق هذه الأزمة، كما أننا حريصون ومهتمون بالحفاظ على علاقاتنا مع روسيا، التي أيضاً أغلب إن لم يكن كل الدول العربية لها علاقات مهمة معها".
وتابع مستدركاً: "لكن الواقع أن هناك أزمة، هناك حرب لا بد أن نجد سبيلاً لإنهائها، وهذا لن يكون إلا بالانفتاح على سماع جميع الأطراف وجميع الأصوات".
أردف: "الرئيس الأوكراني أتيحت له الفرصة لمخاطبة الجامعة العربية، وقد كان حريصاً على الحضور ليسمع منه العرب، ونحن كنا حريصين على أن نسمع منه، كما أننا حريصون على أن نسمع من الجميع".
فيما غادر الرئيس الأوكراني جدة بعد أن ألقى كلمة أمام الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، حث فيها الدول التي "تغض الطرف" عما يحدث في أوكرانيا، على التعاطف مع أبناء شعبه.
كما رحب وزير الخارجية السعودي برسالتي بوتين وشي جين بينغ، الموجهتين إلى القمة، في المؤتمر الصحفي نفسه.
يذكر أن الرئيس الروسي قال في رسالته إلى الدول التي شاركت في القمة، إن موسكو مهتمة بتطوير "العلاقات الودية مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، وإن بلاده مهتمة بـ"تعزيز الشراكة" مع الجامعة العربية، وفقاً لوسائل إعلام روسية.