أوقفت السلطات التركية مواطنة من مؤيدي حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، الأربعاء، 17 مايو/أيار 2023، وذلك بعد ظهورها في مقطع فيديو أهانت فيه متضرري الزلزال الذين منحوا أصواتهم إلى الرئيس رجب طيب أردوغان، في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أُجريت يوم 14 مايو/ أيار 2023.
صحيفة "يني شفق" التركية، أشارت إلى الإجراءات القضائية التي بدأت بحق عائشة ديديم دوغان التي ظهرت في مقطع فيديو نشرته على موقع "تيك توك"، وهاجمت فيه متضرري الزلزال الذين منحوا أصواتهم لأردوغان على حساب منافسه، زعيم "حزب الشعب الجمهوري"، كمال كليجدار أوغلو.
كانت دوغان قد قالت في مقطع الفيديو إنها من أنصار حزب "الشعب الجمهوري"، ووجّهت كلامها إلى الذين يعيشون بمناطق الزلزال: "حدث زلزال، نحن جائعون، اجمعوا الأموال من أجلنا، لن يفعل الشعب التركي لكم شيئاً بعد الآن (…) أرسلنا لكم كل ما تحتاجونه، لكن لن نرسل لكم مجدداً".
كان هجوم دوغان على متضرري الزلزال قد أثار ردود فعل غاضبة في تركيا، ومطالبات بمحاسبتها، وكانت تصريحاتها ضدهم جزءاً من حملة هجوم كبيرة شنّها معارضون على السكان في مناطق الزلزال؛ لأنهم صوتوا لأردوغان.
وفي موقف مشابه، انتشر فيديو لمواطن تركي يعيش في ألمانيا ومؤيد لكليجدار أوغلو، وظهر وهو يشتم متضرري الزلزال، ويتشفى بما حلّ بهم، بسبب دعمهم لأردوغان في الانتخابات، وقال إنه نادم لأنه أرسل الأموال لمناطق الزلزال، ما أثار غضباً واسعاً.
كذلك تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات لمواطنين أتراك وهم يهاجمون المتضررين من الزلزال، "متمنين لهم الموت" بسبب اختيارهم أردوغان في رئاسيات تركيا، حيث كتبت إحدى المغرِّدات الموالية للمعارضة: "لا أحد يكلمني عن نقص الماء في هطاي أول أي مشاكل أخرى، عار عليكم دموعي التي سقطت بسببكم وتضامني المادي والمعنوي معكم، أتمنى لكم الموت".
أثارت هذه التعليقات ردوداً من قبل أتراك رفضوا مهاجمة متضرري الزلزال، ومن بينهم النائب في البرلمان التركي، رسول كرد، الذي كتب في تغريدة على تويتر: "أولئك الذين ينتقدون بشدة مدينتي أديامان على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب دعمهم لحزب العدالة والتنمية، أنا أدين عقليتكم الفاشية، أتمنى أن يكون لديكم نصيب من الإنسانية".
فيما كتب السياسي في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، مجاهد بيرينجي، تغريدة قال فيها: "نحن نرفض الأساليب الدنيئة التي يهين بها مواطنون المتضررين من الزلزال بسبب اختياراتهم في التصويت، يجب أن يعرف مواطنونا أن هذه الأفواه تنتمي إلى أقلية، أمتنا مع ضحايا الزلزال، نعلن أننا سنتابع قانونياً هذه المنشورات المسيئة على مواقع التواصل الاجتماعي".
وقبل بدء الانتخابات التركية كثرت التقارير في وسائل الإعلام الغربية، إلى جانب تحليلات، وبعض الاستطلاعات، التي تحدثت عن أن المناطق التي ضربها الزلزال في الجنوب التركي ستؤثر على التصويت لأردوغان، وأن هذه المناطق ستجعل مهمة أردوغان في الانتخابات أصعب.
تقارير صحف ومواقع غربية قالت إن "السخط من تأخر الحكومة بالاستجابة للكارثة في مناطق الزلزال" قد يحمل تأثيراً سلبياً على أردوغان لحساب منافسه كليجدار أوغلو.
لكن نتائج الانتخابات أظهرت أن أردوغان استطاع الحفاظ على شعبيته في معظم المناطق التي ضربها الزلزال، ما مثل مفاجأة بالانتخابات، وكانت الحكومة قد بدأت قبل الانتخابات بتنفيذ مشاريع ضخمة وسريعة لإعادة الإعمار بالمناطق المتضررة.
كانت تركيا قد شهدت الأحد، 14 مايو/أيار 2023، انتخابات رئاسية وبرلمانية، حيث تنافس في الرئاسية كل من الرئيس أردوغان، مرشح "تحالف الجمهور"، وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو، مرشح "تحالف الأمة"، وسنان أوغان، مرشح تحالف "أتا" (الأجداد)، إذ حصل أردوغان على 49.5%، وأوغلو حصل على 44.8%، وأوغان 5.1%.
فيما أسفرت الانتخابات البرلمانية عن حصول "تحالف الجمهور" على 49.47% من مقاعد البرلمان فيما نال "تحالف الأمة" على 35.02%.
والإثنين، 15 مايو/أيار 2023، أعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات، أحمد ينار، رسمياً إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 28 مايو الجاري، ويتنافس فيها أردوغان وأوغلو.