قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 17 مايو/أيار 2023، إن المواطنين الأتراك المتضررين في مناطق الزلزال، والذين يعيشون بأماكن تديرها بلديات حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، يمكن أن يتقدموا بطلب لوالي المدينة، من أجل تكفّل الحكومة بكامل احتياجاتهم.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان، وأعرب فيها عن رفضه لمهاجمة المعارضة لمتضرري الزلزال الذين صوتوا للرئيس التركي في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أُجريت يوم 14 مايو/أيار 2023.
أردوغان رفض مهاجمة متضرري الزلزال، وقال إن الحكومة على استعداد للتكفل باحتياجاتهم، وذلك بعدما خرجت أصوات معارضة أعربت عن ندمها لدعم السكان في مناطق الزلزال بعدما صوتوا لأردوغان.
الرئيس التركي قال إن "المعارضة تستهدف متضرري الزلزال لأنهم لم يصوتوا لها، لقد تبين أن علاقتهم بالإنسانية انقطعت فعلاً"، مضيفاً: "سنزور مناطق الزلزال، ونثبت لهم أننا لم ولن نتركهم أبداً".
أردوغان، وفي انتقاده للمعارضة أيضاً، قال: "استطعنا تغيير كل شيء في هذه البلاد سوى المعارضة، لم نستطع تغييرها".
قبل بدء الانتخابات التركية كثرت التقارير في وسائل الإعلام الغربية، إلى جانب تحليلات، وبعض الاستطلاعات، التي تحدثت عن أن المناطق التي ضربها الزلزال في الجنوب التركي ستؤثر على التصويت لأردوغان، وأن هذه المناطق ستجعل مهمة أردوغان في الانتخابات أصعب.
تقارير صحف ومواقع غربية قالت إن "السخط من تأخر الحكومة بالاستجابة للكارثة في مناطق الزلزال" قد يحمل تأثيراً سلبياً على أردوغان لحساب منافسه الأبرز كليجدار أوغلو، بحسب قولها، ونقلت العديد من الصحف والمواقع عن أتراك في مناطق الزلزال قولهم إنهم لن يصوتوا للرئيس التركي.
لكن نتائج الانتخابات أظهرت أن أردوغان استطاع الحفاظ على شعبيته في معظم المناطق التي ضربها الزلزال، ما مثل مفاجأة بالانتخابات، وكانت الحكومة قد بدأت قبل الانتخابات بتنفيذ مشاريع ضخمة وسريعة لإعادة الإعمار بالمناطق المتضررة.
بحسب النتائج التي أوردتها وكالة الأناضول، فإن نتائج الانتخابات بمناطق الزلزال، كانت على النحو التالي:
كهرمان مرعش: أردوغان: 71.88%، وأوغلو: 22.20%.
أديامان: حصل أردوغان على 66.2%، مقابل 31.2% لأوغلو.
في غازي عنتاب ذهبت 59.7% من الأصوات لأردوغان، مقابل 34.6% لأوغلو.
شانلي أورفا حصد فيها أردوغان 62.01% من الأصوات، مقابل 36.06% لأوغلو.
كذلك تقدم أردوغان في عثمانية، وحصل على 62.3% من الأصوات، مقابل 30.7%.
أما في هطاي، فتقدم فيها أوغلو بفارق بسيط، ونال 48.07%، مقابل 48.03% لأردوغان، كذلك في أضنة تقدم أوغلو بنيله 50.8%، مقابل 43.9% لأردوغان.
في السياق ذاته، أكد أردوغان أنهم سيعملون "ليل نهار ودون أي تهاون"، حتى الإعلان عن النصر يوم 28 مايو/أيار 2023، وهو موعد إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
كذلك لفت الرئيس التركي إلى أنه سيتم تنظيم فعاليات متنوعة في أنقرة وإسطنبول حتى موعد جولة إعادة الانتخابات.
كانت تركيا قد شهدت الأحد 14 مايو/ أيار 2023 انتخابات رئاسية وبرلمانية، حيث تنافس في الرئاسية كل من الرئيس أردوغان مرشح "تحالف الجمهور"، وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو مرشح "تحالف الأمة"، وسنان أوغان مرشح تحالف "أتا" (الأجداد)، إذ حصل أردوغان على 49.5%، وأوغلو حصل على 44.8%، وأوغان 5.1%.
فيما أسفرت الانتخابات البرلمانية عن حصول "تحالف الجمهور" على 49.47 بالمئة من مقاعد البرلمان فيما نال "تحالف الأمة" على 35.02 بالمئة.
والإثنين 15 مايو/ أيار 2023، أعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات أحمد ينار رسمياً إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 28 مايو الجاري، ويتنافس فيها أردوغان وأوغلو.