قد يكون الأتراك مطالبين بالعودة بعد أسبوعين من الآن إلى مراكز الاقتراع من أجل اختيار رئيس للبلاد بين مرشحين، وهما الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ومرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، وذلك بعد أن أظهرت النتائج شبه النهائية عدم حصول أردوغان على نسبة 50% من الأصوات زائد صوت واحد، والتي تخول له الاستمرار في رئاسة تركيا.
فقد أظهرت النتائج الأولية للانتخابات العامة في تركيا، بعد فرز أكثر من 99% من الأصوات، الإثنين 15 مايو/أيار 2023، حصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على 49.40% من الأصوات في انتخابات الرئاسة، في حين حصل منافسه الرئيسي كمال كليجدار أوغلو ممثل "الطاولة السداسية" على 45%، وفق ما أعلنته وسائل إعلام تركية رسمية.
بينما بدا أردوغان منتصراً عندما ظهر أمام حشد كبير من مؤيديه بعيد منتصف ليل الأحد 14 مايو/أيار، وقال وسط هتافات صاخبة: "أنا أومن من أعماق قلبي بأننا سنواصل خدمة شعبنا في السنوات الخمس المقبلة". كما أعلن أن حزبه الإسلامي الحاكم فاز بغالبية واضحة في البرلمان.
فيما ذكرت وكالة الأناضول الرسمية أن الرئيس البالغ 69 عاماً حصل على 49,4% من الأصوات، بينما حصل كليجدار أوغلو على 45,0%. ومن المقرر أن تُجرى دورة الانتخابات الرئاسية الثانية للمرة الأولى في تاريخ الدولة ذات الغالبية المسلمة والعلمانية رسمياً، في 28 مايو/أيار.
كان معسكر كليجدار أوغلو قد اعترض في البداية على نتائج فرز الأصوات، وادعى أنه في الصدارة. لكن كليجدار أوغلو ورغم خيبة الأمل من النتائج بعد تصدره الاستطلاعات قبل الانتخابات، تعهد بالفوز على أردوغان في الدورة الثانية.
من جهة أخرى، يتوقع أن تصل نسبة المشاركة إلى 90% في الانتخابات، التي ينظر إليها على أنها استفتاء على الزعيم الأطول حكماً لتركياً وحزبه ذي الجذور الإسلامية.
حيث قاد أردوغان تركيا التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، في واحدة من أكثر حقباتها تحولاً. فقد نمت الدولة الكبيرة لتصبح قوة عسكرية وجيوسياسية ذات ثقل تلعب أدواراً في نزاعات تمتد من سوريا إلى أوكرانيا.
كما احتل أردوغان مكانة مرموقة في جميع أنحاء تركيا المحافظة التي شهدت طفرة تنموية خلال فترة حكمه. ويشعر الكثير من الناخبين بالامتنان له، لإزالته القيود عن الحجاب، وافتتاحه المزيد من المدارس الإسلامية.
حيث قال رجب تركتان الناخب في أسطنبول لوكالة الأنباء الفرنسية، بعد الإدلاء بصوته متوجهاً إلى الزعماء الأتراك: "أهم شيء هو ألا نقسم تركيا". وأضاف الرجل البالغ 67 عاماً: "سنقوم بواجبنا. أقول استمروا مع أردوغان".