استشهد طفل فلسطيني يبلغ من العمر 5 سنوات فقط، بعد إصابته بنوبة قلبية حادة؛ خوفاً من أصوات الصواريخ التي قصفت منزلاً قريباً لعائلته في قطاع غزة المحاصر، ما أثار حالة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونشر الشاب هشام الدغمة على صفحته الخاصة على فيسبوك منشوراً كتب فيه: "لم يتحمّل قلبه طغيانهم، ولم يستوعب عمره الصغير هذا الظلم. ارتقى إلى جنان النعيم ابن أخي زوجتي الطفل تميم محمد داود (٥ سنوات) بعد تعرضه لنوبة هلع شديدة إثر العدوان والقصف الصهيوني الوحشي على غزة الحبيبة. أعزي نفسي وزوجتي والحبيب محمداً على هذا الفقد الجلل، ولا نقول إلا ما يرضي الله. إنا لله وإنا إليه راجعون".
ووسط القصف العنيف استيقظ الطفل تميم داود، الذي كان ينتظر بفارغ الصبر عيد ميلاده الخامس الشهر المقبل، مع عائلته في الساعة الثانية صباحاً على دوي قنابل الاحتلال الإسرائيلي الذي أنهى حياته، وقال محمد والد الطفل لموقع Middle East Eye البريطاني: "كان ابني تميم نائماً عندما استهدفت غارة جوية مبنى سكنياً بالقرب من منزلنا. استيقظ خائفاً ومرتعباً". وأشار إلى أن تميم بكى بشدة وكان يعاني من نوبة هلع.
فيما حاولت والدته لينا، وهي حامل في شهرها الثامن، تهدئته للعودة إلى النوم، لكن الصبي استمر في البكاء، وأصيب بضيق في التنفس جراء الصدمة.
وعاد تميم إلى النوم، لكن بعد ساعات تعرض لنوبة هلع جديدة جعلت والديه ينقلانه مباشرة إلى المستشفى، "لكن قلبه توقف في الطريق إلى هناك".
وأضاف والد الفتى الفلسطيني أن الأطباء حاولوا إسعاف تميم، لكن ضربات قلبه كانت ضعيفة للغاية، ثم دخل إلى العناية المركزة ولفظ أنفاسه عند الفجر، وقال الأب: "قلب ابنى الصغير لم يتحمّل رعب القصف".
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع قصة الطفل الفلسطيني تميم، معبرين عن حزنهم لوفاته، وتضامنهم مع عائلته، كما نددوا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأطفال في غزة، الذين يُقتل منهم العشرات خلال القصف.
ويتواصل قصف الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة ضمن حملة عسكرية سمّاها "درع وسهم"، بدأها من الثلاثاء الماضي، تسببت في ارتقاء 30 شهيداً بينهم 6 أطفال، و4 نساء، و4 من قادة "سرايا القدس"، فيما بدأت الفصائل الفلسطينية بالرد برشقات صاروخية وصلت تل أبيب ومدن وسط البلاد.
إذ أفادت وكالة الأناضول بأن الطائرات الإسرائيلية قصفت أراضي زراعية في مدينة رفح جنوبي القطاع.
وفجر الجمعة، دمّرت المقاتلات الحربية منزلاً يعود لعائلة بشير الفلسطينية وسط قطاع غزة، بشكل كامل.
فيما أوصى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن العام للعدو "الشاباك"، رونين بار، في تقييمهما للوضع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالسعي لإنهاء العملية العسكرية في قطاع غزة، في حين يواصل لليوم الرابع جيش الاحتلال عدوانه على القطاع، بينما يستأنف في القاهرة مباحثات التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وسط عقبة رئيسية تعترضها.
القناة 13 الإسرائيلية، قالت: "إن رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رأوا في مناقشتهم، مساء الخميس 11 مايو/أيار 2023، أنه من الصواب إنهاء العملية في غزة، حيث حققت إسرائيل العديد من الإنجازات".
وكان رئيس جهاز "الشاباك" أكثر حزماً، وأوصى نتنياهو بتجنب الهجمات الاستباقية باستثناء إحباط إطلاق الصواريخ على إسرائيل، فيما وافق هذا المقترح رأي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي.