شكَّك رئيس مجموعة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجين، الثلاثاء، 9 مايو/أيار 2023، في قدرة الكرملين على الدفاع عن البلاد، في وقت تستعد فيه أوكرانيا لهجوم مضاد، واتهم قادة الجيش الروسي بالسعي إلى "تضليل" الرئيس فلاديمير بوتين.
تأتي تصريحات بريغوجين، المقرب من الرئيس الروسي، تزامناً مع احتفالات روسيا بـ"يوم النصر" الذي نظمته موسكو وسط تأهب أمني كبير، وبعد أيام من تهديده بسحب قواته من باخموت بسبب نقص الذخيرة وتقاعس قادة الجيش الروسي.
حيث قال بريغوجين في مقطع فيديو: "لماذا الدولة غير قادرة على الدفاع عن البلد؟"، مضيفاً أن أوكرانيا تضرب المناطق الحدودية الروسية "بنجاح". وأشار قائد فاغنر إلى أن الجنود الروس "يفرون" من الجيش؛ لأن وزارة الدفاع كانت "بدلاً من القتال تخطط لمكائد طوال الوقت".
كما اتّهم بريغوجين قادة الجيش الروسي بالسعي إلى "تضليل" الرئيس فلاديمير بوتين بشأن الهجوم في أوكرانيا، في دليل جديد على خلافه مع هيئة الأركان العامة.
إذ قال بريغوجين في بيان: "إذا تم القيام بكل شيء لتضليل القائد العام للقوات المسلحة (فلاديمير بوتين)، فإما سيقضي عليكم القائد العام أو الشعب الروسي، الذي سيكون غاضباً إذا خسرت (روسيا) الحرب"، متّهماً الجيش مجدداً بعدم تسليم الذخيرة التي تحتاج إليها مجموعته للسيطرة على باخموت، مركز القتال في شرق أوكرانيا.
تزويد قوات فاغنر بالذخيرة
بينما قال رئيس مجموعة فاغنر، الإثنين، 8 مايو/أيار، إن البيانات الأولية أفادت بأن قواته بدأت تتلقى الذخيرة التي تحتاجها لمواصلة زحفها للسيطرة على مدينة باخموت المحاصَرة منذ فترة طويلة بشرق أوكرانيا.
قال يفغيني بريجو جن، في رسالة صوتية نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي "تقدمت المجموعات اليوم لمسافة أقصاها 130 متراً… القتال العنيف مستمر، لكن المجموعات تواصل التقدم".
كما أضاف قائد فاغنر "وفقاً للبيانات الأولية، بدأنا نتلقى الذخيرة. لم نرها (بعد) في الممارسة العملية". وقال بريجوجن إن وجود القوات الأوكرانية محصور في منطقة تقارب مساحتها 2.36 كيلومتر مربع في البلدة.
حيث تتعرض باخموت للهجوم الروسي منذ أكثر من 9 أشهر، حيث تقود فاغنر محاولات متكررة للتقدم في المدينة التي كان يبلغ عدد سكانها 70 ألف نسمة قبل الحرب. وهدد بريجوجن الأسبوع الماضي بسحب قواته إذا لم تحصل على الذخيرة التي تحتاجها، لكنه سحب التهديد لاحقاً.
احتفالات "يوم النصر" في روسيا
فيما احتفلت روسيا، الثلاثاء، بذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية بعرض في الميدان الأحمر، وسط تدابير أمنية مشددة في أعقاب سلسلة هجمات بالطائرات المسيّرة، من بينها هجوم على الكرملين نفسه تلقي موسكو باللائمة فيه على أوكرانيا.
يعتبر يوم النصر من أهم العطلات الرسمية في روسيا، ويحيي الروس فيه ذكرى التضحيات الكبيرة التي بذلها الاتحاد السوفييتي في أثناء ما يُعرف باسم الحرب الوطنية العظمى بين عامي 1941 و1945، والتي راح ضحيتها نحو 27 مليون مواطن.
تكتسب الذكرى هذا العام بعداً آخر مع تشييع روسيا لآلاف الجنود الذين قُتلوا في حرب أوكرانيا المستمرة منذ 15 شهراً، والتي لا تشير أية بوادر على قرب انتهائها.
بينما تواجه روسيا أيضاً هجمات بطائرات مسيّرة من بينها هجوم على الكرملين في الثالث من مايو/أيار قالت إنه كان محاولة لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين. وتنفي أوكرانيا أي ضلوع لها في الأمر، ومن المتوقع أن تشن هجوماً مضاداً في وقت قريب لانتزاع أراضٍ.
كثيراً ما يشبّه بوتين حرب أوكرانيا بالتحدي الذي واجهه الاتحاد السوفييتي بعد الغزو النازي بقيادة هتلر عام 1941. ويصف بوتين الحرب بأنها معركة أمام قوميين يستلهمون النازية.
فيما تصف كييف ذلك بالسخف، وتتهم روسيا بالتصرف على غرار ألمانيا النازية بعد أن شنّت حرباً عدوانية بلا داعٍ، وسيطرت على أراضٍ أوكرانية.