دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الأحد 7 مايو/أيار 2023، الحكومة الإسرائيلية، إلى التوقف عن إطلاق سراح جثامين الفلسطينيين المحتجزة لديها، وذلك في رد على تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، قلل فيه من أهمية احتجاز جثامين الفلسطينيين وتأثيره على المقاومة.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، نقلت عن بن غفير قوله: "علينا التوقف عن إطلاق سراح جثث الإرهابيين والمخربين، بل علينا قتلهم".
جاء تصريح بن غفير، رداً على تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت، في وقت سابق الأحد، قال فيها إن احتجاز جثامين الفلسطينيين لا يشكل "ورقة ضغط" على فصائل المقاومة الفلسطينية "إلا في حالات استثنائية جداً تتعلق بشكل أساسي بحركة حماس".
بن غفير أضاف في تصريحاته أنه "خلال السنوات الأخيرة رأيت عشرات القتلى، نحتاج إلى وقف سياسة احتواء القتلى ووقف التنازلات".
كان بن غفير قد قال، يوم الجمعة 5 مايو/أيار 2023، إن قرار إعادة جثامين ثلاثة فلسطينيين قتلهم الجيش قرب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، في مارس/آذار 2023، "خطأ فادح سيكلف تل أبيب غالياً"، وفق تعبيره.
مع الإفراج عن الجثامين الثلاثة، يواصل الجيش الإسرائيلي احتجاز جثامين 133 فلسطينياً قتلهم منذ عام 2015، وفق وكالة الأناضول نقلاً عن حسين شجاعية الناطق باسم "الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء" غير الحكومية.
وفي سبتمبر/أيلول 2019، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قراراً يجيز للقائد العسكري الإسرائيلي احتجاز جثامين فلسطينيين، قتلهم الجيش ودفنهم مؤقتاً، لأغراض استعمالها "أوراق تفاوض مستقبلية".
يأتي هذا فيما تقول وسائل إعلام إسرائيلية إن هناك تباعداً سياسياً بين بن غفير ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بسبب أن الأول ينتقد سياسات الحكومة ضد الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة ويصفها بـ"الضعيفة".
اتهم بن غفير نتنياهو بالتفرد بالقرار حول أسلوب الرد على صواريخ قطاع غزة، التي أطلقتها المقاومة رداً على استشهاد الأسير خضر عدنان داخل سجون الاحتلال، بعد إضراب طويل عن الطعام.
قاطع حزب بن غفير "القوة اليهودية" (6 مقاعد)، التصويت في الكنيست (البرلمان)؛ على خلفية ما سماه "الرد الإسرائيلي الضعيف" على إطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل، واستبعاد وزير الأمن القومي من جلسة مشاورات أمنية.
يعرف بن غفير بمواقفه وتصريحاته المتطرفة والعدائية تجاه الفلسطينيين لا سيما الأسرى، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن بن غفير "أمر بإبلاغ الأسرى في السجون بأنهم إذا بدأوا إضراباً عن الطعام أو أعمال شغب، فسيتم تضييق الخناق عليهم".
تُقدر هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن إسرائيل تعتقل 4900 فلسطيني في سجونها، بينهم 700 مريض.