وقّع رؤساء وممثلو المكونات السياسية الجنوبية في اليمن، الإثنين 8 مايو/أيار 2023، "ميثاقاً وطنياً" بعد مشاورات دعا إليها المجلس الانتقالي الجنوبي تمهيداً للانفصال عن شمال البلاد، وذلك في الوقت الذي تواجه فيه البلاد حرباً أهلية بين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة الشرعية المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية.
في حين انطلقت الخميس، بالعاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوب)، فعاليات مؤتمر الحوار الجنوبي واختتمت الإثنين، وسط مقاطعة عدة مكونات جنوبية، وفق مراسل الأناضول. وجاء المؤتمر بدعوة من المجلس الانتقالي الجنوبي (يسيطر على عدن وعدة محافظات)، الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، بدعوى معاناة محافظات الجنوب من تهميش وإقصاء سياسي واقتصادي، وهو ما تنفيه الحكومات اليمنية المتعاقبة.
مؤتمر يستهدف انفصال الجنوب اليمني
هدف المؤتمر إلى "الوصول إلى توافق سياسي ورؤية موحدة داعمة لعودة الأوضاع إلى ما قبل تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990، والمشاركة في صناعة ملامح دولة الجنوب، وإدارة المرحلة القادمة"، وفقاً للمجلس الانتقالي الجنوبي.
قال مشاركون بالمؤتمر، في أحاديث منفصلة لمراسل الأناضول، إن جلسة الختام شهدت توقيع المكونات السياسية الجنوبية على "الميثاق الوطني الجنوبي" الذي ينص على الوصول إلى رؤية موحدة بشأن المطالبة بانفصال الجنوب.
كما تم التوافق على "الاتجاهات الرئيسية لإدارة المرحلة الراهنة والاتجاهات العامة الأساسية لمشروع دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة، وأسس ومبادئ وضوابط التفاوض والأسس والمبادئ العامة"، وفق المشاركين. وتم أيضاً "قراءة مشروع البيان الختامي وإقراره من المندوبين، وتضمن عدداً من التوصيات المهمة (سيتم الإعلان عنها لاحقاً)"، بحسب مراسل الأناضول.
عشرات المندوبين من محافظات جنوب اليمن
وفقاً للمصادر ذاتها، "تجاوز عدد المشاركين في اللقاء التشاوري 284 مندوباً من محافظات الجنوب الثماني، تتقدمها حضرموت بـ66 مندوباً وعدن بـ60 مندوباً، ثم أبين بـ25 ولحج 22 مندوباً".
من أبرز الكيانات المشاركة في المؤتمر "الحراك الثوري تصحيح المسار"، "تاج الجنوب العربي"، "حلف قبائل الجنوب العربي"، "الحراك الثوري"، "المجلس الثوري العسكري"، "الملتقى الوطني أبين"، "المجلس الأعلى للحراك السلمي".
فيما تقدم الكيانات المقاطعة، "الائتلاف الوطني الجنوبي"، و"المؤتمر الوطني لشعب الجنوب"، و"المؤتمر الشعبي الجنوبي"؛ لرفضها خيار الانفصال عن الشمال وتمسُّكها بالوحدة.
في وقت لاحق، دعا البيان الختامي الصادر عن اللقاء التشاوري، كافة القوى والمكونات الجنوبية اليمنية التي لم تشارك في اللقاء، إلى أن "تلتحق بركب الموقعين على وثيقة الميثاق الوطني الجنوبي".
كما طالب البيان الدول العربية والمجتمع الإقليمي والدولي بـ"احترام تطلعات شعب الجنوب اليمني وحقه في نيل حريته واستقلاله واستعادة دولته". وشدد على ضرورة "تعميق وتعميم لغة الحوار في المجتمع كأسلوب أمثل لتقريب وجهات النظر وحل أي تباينات قد تحدث".
أوصى البيان، بـ"استمرار جهود الحوار الوطني الجنوبي، وتعزيز مبدأ التصالح والتسامح، ومتابعة تنفيذ مخرجات اللقاء التشاوري".
وحدة اليمن في عام 1990
ودخل جنوب اليمن وشماله في وحدة طوعية في 22 مايو/أيار 1990، غير أن خلافات بين قيادات الائتلاف الحاكم وشكاوى قوى جنوبية من تهميش وإقصاء، أدت إلى عودة الدعوات إلى الانفصال، لاسيما مع اندلاع الحرب الأهلية.
في المقابل لا تزال قوى جنوبية تطالب بالانفصال، وهو ما ترفضه السلطات وقطاعات واسعة من الشعب اليمني.
فيما يعاني اليمن منذ تسع سنوات، من حرب بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات جماعة الحوثيين، المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات، بينها صنعاء (شمال)، منذ 2014.