أظهر مقطع فيديو سجله جنديان أوكرانيان في مدينة باخموت، مشاهد تحبس الأنفاس للمواجهات من مسافة قريبة جداً بين قوات أوكرانية، وأخرى تابعة للقوات الروسية، في المدينة الأوكرانية الاستراتيجية الواقعة شرق البلاد، والتي تشهد منذ أسابيع، معارك ومواجهات عنيفة تتخللها محاولة روسيا لبسط السيطرة عليها.
صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية ذكرت الجمعة 5 مايو/أيار 2023، أن وحدة Honor Company الأوكرانية تتولى مهمة إعاقة تقدم القوات الروسية المتجهة إلى باخموت، حيث يتبادل الجانبان إطلاق النار بالمدفعية والرشاشات والبنادق في الخنادق والحقول، في مشاهد تعيد للذاكرة مواجهات اندلعت خلال الحرب العالمية الأولى.
يمضي جنود وحدة Honor Company بضع ساعات فقط في المرة الواحدة على خط المواجهة؛ حفاظاً على سلامتهم النفسية والبدنية، إذ يبيّن الفيديو الذي سجله جنديان من الوحدة من خلال كاميرا مثبتة على خوذتيهما، خطورة القتال وسط القصف المدفعي العنيف.
قائد وحدة Honor Company هو الملازم الثاني سيرهي فيليمونوف (28 عاماً)، وكان أسس مجموعة قومية أوكرانية تحتج على الفساد ومثلت ذات مرةٍ دور عصابة في فيلم أوكراني شهير.
حين بدأت روسيا غزوها لأوكرانيا، حوّل حركته، المسماة Honor، إلى وحدة قتالية، وأصبحت فيما بعد جزءاً من اللواء الميكانيكي 67، وأمضى أفراد الوحدة أيامهم الأولى في باخموت في استكشاف المواقع الروسية باستخدام الطائرات المسيرة.
بحسب الصحيفة الأمريكية، كان أفراد الوحدة يلقون قنابل يدوية من المسيّرات ويمطرون الروس بنيران المدفعية، وضمن ذلك قذائف الهاون ومدافع الهاوتزر.
مدينة باخموت هي مدينة صغيرة في إقليم دونباس، في شرق أوكرانيا، تستهدفها روسيا منذ شهور، بقتال ضارٍ ودمار كبير، فيما أصبحت أطول معارك الحرب وأكثرها دموية، وأفادت تقارير إعلامية غربية بأن الأمريكيين اقترحوا على الأوكرانيين مراراً الانسحاب من المدينة ذات الأهمية الاستراتيجية المتوسطة، التي لا تستحق كل هذه الخسائر.
الأمر نفسه ينطبق على الروس، حيث كانت هناك تكهنات بأن قيادة الجيش الروسي دفعت بمرتزقة فاغنر إلى خوض المعركة لأسباب ليست عسكرية، بل تتعلق بالصراع بين قائد فاغنر، يفغيني بريغوجين، وقادة الجيش على النفوذ.
بينما ينقسم المحللون حول الأهمية الاستراتيجية لباخموت كجائزة عسكرية، فإن المدينة اكتسبت مكانة سياسية مهمة، حيث قام الجانبان بضخ موارد كبيرة في القتال.
في هذا الصدد، حذرت كييف من أن سقوط المدينة سيمنح القوات الروسية مساراً واضحاً أعمق في مقاطعة دونيتسك، التي ادعى الكرملين أنه ضمها إلى روسيا العام الماضي. وسيوفر الاستيلاء على المدينة أيضاً للكرملين انتصاراً عسكرياً يروجه أمام جمهوره المحلي.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.