قالت وسائل إعلام روسية وأوكرانية، إن انفجارات وقعت صباح الأحد 7 مايو/أيار 2023، في عدة أماكن، في أنحاء شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، فيما أُطلقت الإنذارات من الضربات الجوية فيما يقرب من ثلثي أراضي أوكرانيا، بينما أعلنت كييف أنها استخدمت للمرة الأولى صواريخ "باتريوت" الأمريكية، لاعتراض صاروخ روسي.
وكالة رويترز نقلت عن قناة على "تليغرام" لها صلات بوكالات إنفاذ القانون في روسيا، قولها إن أوكرانيا أرسلت سلسلة من الطائرات المسيرة إلى شبه جزيرة القرم، وإن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت واحدة على الأقل فوق ميناء سيفاستوبول.
كذلك ذكرت قنوات أوكرانية على تليغرام أن انفجارات وقعت في سيفاستوبول وساكي، حيث توجد لروسيا قاعدة جوية، بالإضافة إلى عدد قليل من الأماكن الأخرى في شبه جزيرة القرم.
يأتي الحديث عن هجوم على شبه جزيرة القرم، بعد نحو أسبوع من استهداف منشأة لتخزين النفط في مدينة سيفاستوبول، وقالت ناتاليا جومينيوك، المتحدثة باسم القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني، إن الانفجار كان استعداداً أوكرانيّاً لهجوم واسع النطاق.
تقول أوكرانيا إن استعادة السيطرة على جميع أراضيها، ومنها شبه جزيرة القرم، شرط أساسي لأي اتفاق سلام، وكانت القوات الروسية قد سيطرت على شبه جزيرة القرم في العام 2014.
في موازاة ذلك، استمرت الإنذارات من الضربات الجوية لعدة ساعات حتى صباح اليوم الأحد في ما يقرب من ثلثي أراضي أوكرانيا، بينما قال المسؤولون إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت عدداً من الطائرات المسيرة من بينها واحدة في المجال الجوي للعاصمة كييف.
الإدارة العسكرية في كييف قالت عبر تطبيق تيليغرام: "خلال أحدث إنذار جوي، تم رصد طائرة استطلاع مسيرة للعدو في المجال الجوي لكييف… تم تدمير الطائرة المسيرة… ومبدئيا، لم تقع إصابات أو أضرار".
امتدت الإنذارات من كييف ومناطق إلى الغرب منها مروراً بجميع المناطق في الشرق وكذلك جنوباً إلى منطقة خيرسون وشبه جزيرة، وأفاد مسؤولون محليون في عدة مناطق أوكرانية بأنه تم نشر أنظمة الدفاع الجوي ليلاً، لكن لم ترد معلومات حتى صباح اليوم عن الخسائر أو الأضرار المحتملة، وفقاً لوكالة رويترز.
استخدام "الباتريوت"
في سياق متصل، أعلنت أوكرانيا السبت 6 مايو/أيار 2023، أنها استخدمت للمرة الأولى منظومة الدفاع الجوي الأمريكية "باتريوت" لاعتراض صاروخ روسي أسرع من الصوت، وقال ميكولا أوليشوك، قائد القوات الجوية الأوكرانية، عبر تليغرام: "نعم، لقد اعترضنا صاروخ كينزال منقطع النظير"، مضيفاً كلمة "باتريوت" وشارة العَلَم الأوكراني.
الصاروخ كينزال، ومعناه "خنجر" باللغة الروسية، أحد ستة أسلحة من "الجيل القادم" كشف عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2018، عندما تفاخر بعدم إمكانية إسقاطه من أيٍّ من أنظمة الدفاع الجوي في العالم.
هذا الصاروخ الباليستي، الذي يُطلق من الجو ويمكن أن تصل سرعته إلى 12350 كيلومتراً في الساعة، وقادر على حمل رؤوس حربية نووية أو تقليدية، وتشير تقارير إلى أن مداه يتراوح بين 1500 و2000 كيلومتر.
أوكرانيا أوضحت أن الصاروخ أُطلق خلال هجوم بطائرة مسيّرة على كييف ومدن أخرى في الساعات الأولى من يوم الخميس، وجاءت الضربة الجوية بعد أقل من يوم واحد من اتهام روسيا لأوكرانيا، بتنفيذ محاولة فاشلة لاغتيال الرئيس فلاديمير بوتين، في هجوم بطائرة مسيّرة على مبنى الكرملين في موسكو، وهددت بالرد.
كانت أوكرانيا قد تلقت منظومتي باتريوت على الأقل، من الولايات المتحدة وألمانيا، لتعزيز دفاعاتها الجوية التي كانت من قبل غير قادرة على اعتراض صواريخ روسية متطورة مثل صواريخ الكينجال.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا هجوماً على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، والتزام الحياد، وهو ما تعتبره الأخيرة "تدخلاً في سيادتها".