أكدت السعودية والأمم المتحدة، السبت، 6 مايو/أيار 2023 ضرورة "إنهاء الصراع" في السودان الذي يشهد اشتباكات مسلحة منذ 15 أبريل/نيسان 2023، وذلك خلال لقاء وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في مقر الوزارة بالرياض، رئيس جمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77 تشابا كوروشي.
حسبما قال بيان الخارجية السعودية، فقد جرى خلال اللقاء "بحث الأوضاع الراهنة في السودان، والتأكيد على إنهاء الصراع وتجنيب الشعب السوداني التعرض للمزيد من المعاناة وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة". وتطرق الجانبان إلى "مستجدات الأوضاع في المنطقة، وتبادل وجهات النظر حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك"، وفق المصدر نفسه.
وساطة سعودية لحل الأزمة في السودان
في سياق متصل، تلعب الرياض أدوار وساطة بين طرفي النزاع في السودان، كما نفذت عمليات إجلاء واسعة لمواطنيها ورعايا أجانب خلال الأيام الماضية.
كذلك وفي وقت سابق السبت، أعلن بيان سعودي أمريكي مشترك "بدء المحادثات الأولية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وممثلي قوات الدعم السريع في مدينة جدة غربي المملكة".
يذكر أنه وفي 22 أبريل/نيسان 2023، شرعت أكثر من 50 دولة في إجلاء رعاياها براً، لا سيما عبر مصر وإثيوبيا، وبحراً عبر ميناء بورتسودان، وجواً، وسط نداءات لتقديم مساعدات عاجلة للسودان ودول جواره لمنع أي تدهور بالبلد الإفريقي الذي يعاني أزمات اقتصادية منذ سنوات.
نداء لتقديم مساعدات للسودان
في سياق موازٍ، وجهت منظمة التعاون الإسلامي، السبت، نداء إنسانياً عاجلاً لتقديم مساعدات للسودان. جاء ذلك في بيان للمنظمة التي يقع مقرها في جدة غربي السعودية، تزامناً مع استمرار أزمة الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، منذ 15 أبريل/نيسان 2023 مخلفة مئات القتلى وآلاف المصابين وأوضاعاً إنسانية "صعبة".
وفق البيان ذاته "وجه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين طه نداء عاجلاً إلى الدول الأعضاء في المنظمة والمؤسسات المالية والإنسانية والجهات المانحة الدولية بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى السودان".
أكد "وجود تدهور بالوضع الإنساني في السودان"، داعياً إلى "التركيز على توفير الإمدادات الطبية والخدمات الصحية للسودان". وحث على "دعم جهود البلدان المجاورة للسودان في استضافة العديد من اللاجئين السودانيين والأجانب".
كما دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي "الأطراف السودانية إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في أجزاء مختلفة من البلاد". وبدأت دول عربية كالكويت والإمارات إرسال مساعدات إنسانية عاجلة للسودان الأيام الماضية.
في حين أنه وفي 28 أبريل/نيسان 2023 أعلنت هيئة الإغاثة الإنسانية "İHH" التركية، إطلاق حملة مساعدات إنسانية طارئة في السودان على خلفية الاشتباكات الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
اجتماع بالجامعة العربية لبحث أزمة السودان
في حين عقدت الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، السبت، اجتماعاً تحضيرياً لاجتماعين وزاريين مقررين الأحد، لبحث ملف "عودة سوريا" لمقعدها المجمد منذ 2011، وتطورات السودان، وفق مصدرين رسميين.
جاء ذلك بحسب مصدرين رسميين مصري وسعودي، وسط حراك عربي متصاعد لإنهاء أزمة 2011 التي شهدت تجميد عضوية سوريا في كل من منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، على خلفية قمع النظام السوري للاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير.
أفادت وكالة الأنباء المصرية الرسمية، مساء السبت، بأن "مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين عقد السبت اجتماعاً برئاسة مصر في مقر الجامعة بالقاهرة للتحضير لاجتماعي الغد"، دون تفاصيل عن الدول الحضور وعددها أو نتائج الاجتماع.
أوضحت أن الجامعة "ستعقد على مستوى وزراء الخارجية دورتين غير عاديتين الأحد، بمقر الأمانة العامة للجامعة في القاهرة بخصوص تطورات الأوضاع في السودان ومتابعة الوضع السوري برئاسة مصر". وجاء الاجتماع بهدف "الإعداد والتحضير لدورتي مجلس جامعة الدول العربية عن الملفين السوري والسوداني على مستوى وزراء الخارجية الأحد"، وفق المصدر ذاته.