حتى المساعدات الإنسانية لم تسلم من الصراع! الأمم المتحدة تضغط على طرفي الصراع بالسودان لتأمين شاحناتها

عربي بوست
تم النشر: 2023/05/04 الساعة 05:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/04 الساعة 05:29 بتوقيت غرينتش
دخان يتصاعد فوق المباني بعد قصف جوي على الخرطوم بحري-تعبيرية/رويترز

ضغطت الأمم المتحدة على طرفي الصراع في السودان، الأربعاء 3 مايو/أيار 2023؛ لتأمين ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية بعد تعرض ست شاحنات محمّلة بالإمدادات الإنسانية للنهب، وتقويض ضربات جوية في الخرطوم لوقف إطلاق نار جديد.

مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، قال إنه يأمل في الاجتماع وجهاً لوجه مع طرفي الصراع في غضون يومين أو ثلاثة أيام؛ للحصول على ضمانات منهما بأن قوافل المساعدات ستوصل الإمدادات الإنسانية.

كما أضاف في مقابلة، في أعقاب زيارة لبورتسودان كانت تهدف للتخطيط لعملية إغاثة إنسانية واسعة النطاق، أن الاجتماع قد يتم في العاصمة السودانية الخرطوم أو أي مكان آخر، وقال: "من المهم بالنسبة لي أن نلتقي فعلياً وجهاً لوجه لمناقشة هذا الأمر؛ لأننا نحتاج إلى أن تكون لحظة علنية وخاضعة للمساءلة".

كما حذرت الأمم المتحدة من أن القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، الذي اندلع في 15 أبريل/نيسان، يتسبب في كارثة إنسانية قد تمتد إلى بلدان أخرى، وكشفت السلطات في السودان أن 550 شخصاً لقوا مصرعهم، فيما أصيب 4926 منذ بدء الصراع.

السودان الأمم المتحدة مساعدات
لاجئون سودانيون في تشاد/ رويترز

 الأمم المتحدة تضغط على الجنرالات

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مؤتمر صحفي في نيروبي، إنه يتعين على المجتمع الدولي بأسره أن يوضح للبرهان ودقلو أن الوضع غير مقبول، وأشار أيضاً إلى أنه يتعين الضغط على الزعيمين للاتفاق على وقف إطلاق نار وإجراء حوار سياسي والانتقال إلى حكومة مدنية.

وقال دفع الله الحاج، مبعوث البرهان، في مؤتمر صحفي في القاهرة، إن الجيش وافق على إجراء محادثات، لكن لن تكون هناك مناقشات وجهاً لوجه مع قوات الدعم السريع، وسيتم التواصل من خلال وسطاء.

فيما قال جنوب السودان إن الجانبين وافقا على وقف إطلاق النار وإرسال ممثلين لهما للمحادثات. وفي تغريدة أمس الأربعاء قال حميدتي: "نؤكد التزامنا التام بفتح وحماية الممرات الإنسانية".

وفي وقت لاحق نشرت قوات الدعم السريع بياناً على موقع فيسبوك ذكرت فيه أن قواتها "ما زالت تسيطر على 90 بالمئة (من) مدن الخرطوم الثلاث، وتؤكد التزامها الكامل بالهدنة الإنسانية المعلنة".

السودان الأمم المتحدة المساعدات
فولكر بيرتس مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان خلال مؤتمر صحفي في الخرطوم "أرشيفية"/رويترز

معارك متواصلة في السودان 

وسُمع دوي ضربات جوية في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين الأربعاء، على الرغم من اتفاق الجانبين على تمديد سلسلة من فترات الهدنة الهشة التي يجري انتهاكها لسبعة أيام أخرى بدءاً من اليوم الخميس.

وفي الخرطوم، لا يزال الملايين يحاولون الاحتماء من حرب مفتوحة بين جيش يستخدم الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة وقوات الدعم السريع المنتشرة في الأحياء السكنية.

ومعظم المستشفيات خارج الخدمة، والعديد من المناطق تُركت بدون كهرباء ومياه مع تضاؤل إمدادات الغذاء والوقود.

 الأمم المتحدة المساعدات الجيش السوداني قوات الدعم السريع
مسلحون من قوات الدعم السريع في الخرطوم، السودان/ رويترز

ومع ضغط الوسطاء الدوليين لإجراء محادثات سلام، قال الجيش السوداني إنه سيرسل مبعوثاً للمحادثات مع قادة جنوب السودان وكينيا وجيبوتي، فيما توقفت عمليات تسليم المساعدات في بلد يعتمد نحو ثلث سكانه بالفعل على المساعدات الإنسانية.

وقال غريفيث إن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أبلغه بأن ست شاحنات كانت متجهة إلى دارفور نُهبت في الطريق، على الرغم من تأكيدات على ضمان السلامة والأمن، وأضاف في مقابلة أنه تحدث عبر الهاتف إلى قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، ليخبرهما أن هناك حاجة إلى ممرات مساعدات وعمليات نقل جوي محددة.

وتابع: "نحن الآن واضحون للغاية في متطلباتنا العملياتية فيما يتعلق بما نحتاجه من التزامات منهم".

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 100 ألف شخص فروا من السودان إلى بلدان مجاورة دون طعام أو ماء يذكران.

وامتد الصراع إلى دارفور؛ حيث نشأت قوات الدعم السريع من ميليشيات قبلية حاربت جنباً إلى جنب مع القوات الحكومية للقضاء على متمردين في حرب تعود لعشرين عاماً مضت.

ونفذ الجيش وقوات الدعم السريع انقلاباً قبل عامين وتقاسما السلطة في إطار اتفاق مرحلة انتقالية مدعومة دولياً؛ تمهيداً لإجراء انتخابات حرة وتشكيل حكومة مدنية.

تحميل المزيد