هل ينجح استهداف الأسرى بالموت في إنهاء “معركة الأمعاء الخاوية”؟.. أسير فلسطيني مهدّد بمصير خضر عدنان

عربي بوست
تم النشر: 2023/05/03 الساعة 12:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/03 الساعة 14:08 بتوقيت غرينتش
أثار استشهاد الأسير خضر عدنان غضبا فلسطينيا واتهامات لإسرائيل بتعمد إهماله طبيا وإعدامه - رويترز

يُضرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي أسير فلسطيني يُدعى عز الدين عمارنة، وهو الأسير الوحيد المضرب عن الطعام حالياً، يضاف إليه قبل استشهاده خضر عدنان الذي أثارت قضية استشهاده غضباً فلسطينياً واسعاً، وسط اتهامات للاحتلال الإسرائيلي بتعمّد موته، وبـ"إعدامه"، لا سيما أنه يُعد "عراب معركة الأمعاء الخاوية". 

الأسير هو مجد أحمد عمارنة من بلدة يعبد في جنين، والمعروف بالشيخ عز الدين عمارنة (52 عاماً) وهو مصرّ على إضرابه عن الطعام، وفق ما أكدته زوجته أم أحمد عمارنة لـ"عربي بوست"، مؤكدة أن ما حصل مع الشهيد خضر عدنان لن يثنيه عن إضرابه، وأنه لا يخشى الموت في سعيه لنيل حريته المشروعة، وأنه لن يرضخ للتخويف والإجراءات الإسرائيلية بسبب إضرابه عن الطعام.

"صرخة عزّ"، هذا ما أطلقت عليه أم أحمد عمارنة على نضال زوجها الكفيف في سعيه لنيل حريته من خلال إضرابه، موضحة إجراءات إسرائيلية بهدف الضغط عليه للتراجع عن الإضراب أو الموت، إذ قالت لـ"عربي بوست"، إن "الشيخ عز الدين مُضرب منذ 11 يوماً، ووضعه الصحي متوسط حتى الآن، ولكن نخشى عليه بسبب كبر عمره، وتعمّد إهماله طبياً، بل إن الاحتلال كان يريد إخراجه من القسم الطبي وإرساله إلى الزنازين مجدداً، بهدف الضغط عليه للوصول إلى حال أسوأ صحياً".

لكنها أوضحت أن الأسرى الآخرين وقفوا مع الأسير عمارنة، وهدد 20 شخصاً منهم بالإضراب عن الطعام معه، في حال جرى نقله مجدداً إلى الزنازين، ما أجبر سلطات السجن على الرضوخ بعدم نقله، والإبقاء عليه في القسم الطبي.

رئيس جمعية نادي الأسير الفلسطيني (أهلية) فارس قدورة، أكد لـ"عربي بوست" أن عمارنة هو الأسير الوحيد حالياً المضرب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي؛ سعياً لنيل حريته.

أكد أيضاً وجود سياسة إسرائيلية لاستهداف الأسرى المضربين عن الطعام، بحيث يكون مصيرهم الموت فقط، والمسؤول عنها هي الحكومة اليمينية المتطرفة الإسرائيلية الحالية، ووزيرها المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يستهدف الأسرى بشكل أكثر خطورة من السابق، وهو يتعمد أن يهدد حياتهم.

شدد كذلك على أن ما حصل مع الشهيد خضر عدنان لن يثني الأسرى عن خيار الإضراب، مؤكداً أن هناك إضرابات تتم باستمرار نتيجة مواجهات مع إدارة السجون، وبناء على أي تصعيد منها.

محاولة إفشال خيار الإضراب

قال أيضاً إن "الاحتلال يحاول أن يُفشل هذا الخيار بالنسبة للأسرى، ولكنه لن ينجح بذلك، فهو رغم ما قام به من قتل للأسرى سابقاً بكل دم بارد على يد إدارة سجونه، واستشهاد عشرات الأسرى الذين تمت تصفيتهم بعد مواجهات في السجون، فإن الأسرى ماضون في نضالهم حتى اليوم، وليس عبر الإضراب عن الطعام وحده، بل حتى في المواجهات التي يجبرون على خوضها بسبب التصعيد الإسرائيلي ضدهم دون أي مبرر".

اتفق معه في ذلك رئيس هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، قدري أبو بكر، الذي قال لـ"عربي بوست"، إن ما حصل مع خضر عدنان سيزيد من إصرار الأسرى، وليس العكس.

رأى أيضاً أنه "باستشهاد خضر عدنان فالاحتلال يرسل رسالة إلى الأسرى بأنه من يضرب فإنه سيتم تركه حتى الموت، وأنه لن يتعامل إلا بهذه الطريقة مع الأسرى المضربين، ولكن سيكون مردود ذلك عكسياً، فالأسرى لا يخشون الموت، ويتمسكون بحقوقهم"، وفق ما أكده.

لفت كذلك إلى أن "الحكومة اليمينية المتطرفة تتعمّد استهداف حياة الأسرى المضربين عن الطعام، وهذه سياسة تنتهجها ويقودها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي أقرّ صراحة بأنه أمر بعدم إعطاء الأسير خضر عدنان أي مدعمات لإنقاذ حياته، وبإهماله طبياً، كسياسة انتقامية".

إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي في إسرائيل - رويترز
إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي في إسرائيل – رويترز

كان بن غفير، وهو المسؤول أيضاً عن السلطات في السجون الإسرائيلية اعترف صراحة الثلاثاء، 3 مايو/أيار 2023، بحسب ما نقلته صحف عبرية، بأنه أصدر تعليماته بعدم إعطاء أي مغذيات أو دعم لأي أسير يُضرب عن الطعام.

عن ما يعتزم الأسرى فعله بعد استشهاد خضر عدنان، قال أبو بكر، إن الأمر متروك للأسرى، وبحسب إجراءات إدارة السجن في حال حدوث أي تصعيد فيها، فإن الأسرى سيلجأون إلى خطوات تصعيدية، قد يكون من بينها الإضراب عن الطعام.

الأسير عمارنة مصرّ على الإضراب

أشار أبو بكر إلى أن حالة عمرانة الصحية مثيرة للقلق بسبب كبر سنه، مشدداً على أهمية التضامن معه وممارسة الضغوط على سلطات الاحتلال للإفراج الفوري عنه.

حول مطالبه لوقف إضرابه عن الطعام، قالت زوجة عمارنة، إنه يطالب بالإفراج الفوري عنه، فهو معتقل تعسفياً، ومن المعتقلين الإداريين دون توجيه تهمة له.

أشارت أيضاً إلى الخطورة على حياة زوجها، غير مستبعدة تكرار سيناريو ما حصل مع الشهيد خضر عدنان من تعمّد بإهماله طبياً، وعدم التعاطي مع مطالبه.

الأسير الفلسطيني خضر عدنان استشهد في سجون الاحتلال الإسرائيلي/رويترز
الأسير الفلسطيني خضر عدنان استشهد في سجون الاحتلال الإسرائيلي/رويترز

وقالت: "رسالتنا إلى كل الشرفاء والمنظمات الحقوقية والفصائل، بأن يقفوا مع الشيخ عمارنة، وأن يتضامنوا معه".

يُذكر أن محكمة الاحتلال العسكرية أصدرت في فبراير/شباط 2023 أمر اعتقال إدارياً جديداً، بحق عمارنة لأربعة أشهر جديدة.

عمارنة معتقل في سجن النقب الصحراوي منذ أكثر من 14 شهراً، ومعه أبناؤه أحمد ومجاهد، ويعاني من أمراض عدة، تحتاج إلى تلقي العديد من الأدوية يومياً، بحسب عائلته.

يشار إلى أن الأسير والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، استشهد فجر الثلاثاء، داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، بعد 86 يوماً من إضرابه عن الطعام.

أكدت مؤسسات الأسرى التي تحدثت مع "عربي بوست"، أن ما حدث معه "عملية اغتيال متعمَّدة من إدارة سجون الاحتلال، حيث تركته في زنزانته وأهملته طبياً حتى موته"، محذّرة من أن هذه سياسة إسرائيلية تستهدف الأسرى المضربين.

الجدير ذكره، أن عدد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يبلغ نحو 4800 أسير، بينهم 170 طفلاً و29 أسيرة، بحسب بيانات نادي الأسير الفلسطيني.

تحميل المزيد