كشف تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية أن مجموعة من المؤثرين ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي نجحوا في جذب جمهور عريض من الهندوس عبر نشر بيانات ديموغرافية خاطئة، للادعاء بأن الهند تخضع لإعادة تشكيل لتصبح دولة مسلمة.
الوكالة قالت في تقرير نشرته الثلاثاء 2 مايو/أيار 2023، إن الصيدلي آميت أبادهياي يكرّر معلومات مضللة عبر الإنترنت، مدّعيا معرفته سبب زيادة عدد السكان في الهند، بقوله إن جيرانه المسلمين ينجبون الكثير من الأطفال، مطالباً الهندوسيات بالمزيد من الإنجاب.
الهندوس "عليهم الإنجاب أكثر"
بالنسبة لهؤلاء المؤثرين، لم يكن إعلان بلادهم الأكثر تعداداً للسكان في العالم الشهر الماضي مدعاة للاحتفال، بل دعوة من أجل العمل.
يقول أبادهياي الذي يدير من بيته في ولاية أوتار براديش صفحة على فيسبوك تتمتع بشعبية: "أقول لكل زبائني الهندوس إن عليهم إنجاب المزيد من الأطفال لمواجهة المسلمين".
يضيف لوكالة الأنباء الفرنسية: وإلا سيصبحون تهديداً، وسيقومون بمحو الديانة الهندوسية من الهند"، ويشارك أبادهياي بشكل متكرّر منشورات معادية للإسلام على صفحته التي يتابعها نحو 40 ألف حساب.
يبلغ تعداد سكان الهند 1.4 مليار شخص، بينهم 210 ملايين مسلم، لكن معدّل الولادات انخفض لدى الجميع في العقود الأخيرة. ووفقا لأحدث مسح وطني لصحة الأسرة في البلاد، بلغ معدل الخصوبة الكلي طفلين لكل امرأة، ويرتفع بشكل هامشي لدى المسلمات ليصبح 2.3.
كما قالت توقعات صادرة في العام ذاته عن مركز بيو للأبحاث إن عدد المسلمين في الهند سيصبح 311 مليوناً بحلول عام 2050.
على الرغم من أعدادهم المتزايدة، فسيبقى المسلمون أقلية في البلاد التي سيصبح تعداد سكانها 1.7 مليار نسمة في منتصف القرن، بحسب توقعات المركز الأمريكي.
لكن هذا لا يمنع انتشار معلومات مضللة بشكل كبير في البلاد عبر فيسبوك وواتساب وغيرهما من المنصات، إذ تدعي حسابات أن الهند في طريقها لتصبح دولة ذات أغلبية مسلمة.
في تعليق ساخر مرحّب بتجاوز الهند للصين من ناحية تعداد السكان، شكر المنشور السكان المسلمين "لإنجابهم من 5 إلى 10 أطفال" لكل شخص.
الديانة الهندوسية "قد تختفي"
بينما حذّر منشور آخر عبر تويتر من أن الديانة الهندوسية قد تختفي قريباً، وستقوم الأغلبية المسلمة المفترَضة باستبدال "الشريعة الإسلامية" بدستور البلاد.
كان النائب من الحزب القومي الهندوسي راكيش سينها قدّم في 2019 مشروع قانون يقترح تحديد عدد الأطفال في الهند بطفلين لكل منزل، وقد حصل مشروعه على دعم 125 من النواب الآخرين.
تم سحب هذا المشروع بعد اتهامات من منتقدي النائب باستهداف المسلمين، بعد أن ألقى خطاباً ركز فيه على نسب الولادة المتفاوتة بين الهندوس والمسلمين، وهو ما نفاه سينها.
فيما عادت هذه الادعاءات إلى الواجهة عقب إعلان الأمم المتحدة، في أبريل/نيسان الماضي، تفوّق الهند على الصين من حيث تعداد السكان.
تشهد الهند، منذ أعوام، حملات اضطهاد واسعة وأعمال عنف ضد المسلمين، تقف وراءها ميليشيات هندوسية متطرفة تتبع عقيدة (هندوتفا) العنصرية.
كما قالت منظمات حقوقية هندية إن هذه العقيدة، التي تعتنقها قيادة البلاد المتمثلة في حزب بهاراتيا جاناتا، تهدف إلى تمييز الهندوس عن بقية الأقليات في الهند.