مع دخول الصراع بين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، والقوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان، أسبوعه الثالث، فُتحت المزيد من الجبهات في إقليم دارفور بين طرفي الصراع، والذي كشف موقع Africa Intelligence الاستخباراتي أن قوات الدعم السريع تمتلك فرقة في كل ولاية من الولايات الفيدرالية الخمس في إقليم دارفور الغربي.
واندلع قتال في نيالا عاصمة جنوب دارفور، والجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفي الفاشر عاصمة شمال دارفور، حيث يتمركز جدو حمدان أبو نشوك، أحد أقوى جنرالات قوات الدعم السريع، وينتمي أبو نشوك، أحد أفراد عشيرة حميدتي، للدائرة الداخلية للقيادة العسكرية لقوات الدعم.
عشيرة عائلة حميدتي
وانضم أبو نشوك إلى قوة حرس الحدود في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وشكّل هذه القوة الرئيس السابق عمر البشير في عام 2003، وتتألف من مقاتلين من قبائل شمال دارفور العربية تحت قيادة موسى هلال.
فيما قاد أبو نشوك قوات الدعم السريع بجنوب دارفور حتى عام 2021، حين انتقل لقيادة قوات الدعم السريع في شمال دارفور. وشغل أيضاً منصب رئيس معسكر فتاشا التدريبي، الأكبر في قوات الدعم السريع. وصار المخيم الواقع غربي مدينة أم درمان على أطراف الخرطوم تحت مسؤولية اللواء صالح محمد المنقبي فيما بعد. لكن في الأيام الأولى للصراع الحالي، سيطرت عليه القوات المسلحة السودانية.
وشارك أبو نشوك في حملة قمع الاحتجاجات ضد عمر البشير في الخرطوم أواخر عام 2018. وظهر في مقاطع فيديو منشورة على الإنترنت وهو يحلق رؤوس بعض المتظاهرين الشباب، وهي ممارسة كانت منتشرة في ذلك الوقت.
"ميليشيا الجنجويد"
في غرب دارفور، تخضع قوات الدعم السريع لقيادة اللواء عبد الرحمن جمعة براك الله. وينحدر الجنرال في الأصل من الضعين، عاصمة شرق دارفور، من "ميليشيا الجنجويد" المكونة من قبائل عربية.
وفي اشتباكات الأسبوع الماضي في الجنينة، اتُهمت كل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية بعدم التدخل لحماية المدنيين، وخاصة من جماعة المساليت العرقية غير العربية، من الهجمات المميتة التي يشنها العرب الرُحل. ووجهت لهم اتهامات مماثلة في يناير/كانون الثاني 2020 خلال هجوم استمر عدة أيام على مخيمات كريندينج للنازحين في ضواحي الجنينة.
وتنقسم مدينة نيالا، الأكثر اكتظاظاً بالسكان في دارفور، حالياً بين منطقة تابعة للقوات المسلحة السودانية ومنطقة لقوات الدعم السريع تقع بالقرب من المطار. ويقود رجال حميدتي هناك اللواء أحمد سليمان، وهو مواطن من المنطقة كان عضواً في القوات المسلحة السودانية حتى عام 2016. وكان سلفه، الجنرال بشير آدم عيسى ساير، من صفوف الشرطة.
وفي شرق دارفور ووسطها، اللتين نجتا حتى الآن من العنف في الصراع الحالي، يتولى قيادة قوات الدعم السريع اللواءان علي يعقوب جبريل وأحمد بركات الله عبد الله على التوالي. ويشغل اللواء عصام الدين صالح فاضل، القائد العام للفرق الخمس لقوات الدعم السريع في دارفور، أحد أعلى المناصب في المجموعة شبه العسكرية.
ومن بين القوة الإجمالية المُقدَّرة بأكثر من 120.000 رجل، أحصى إقليم دارفور وجود حوالي 47.000 مقاتل من قوات الدعم السريع على أرضه في يناير/كانون الثاني. لكن انخفض هذا العدد الآن بعدما أُرسِل العديد منهم إلى الخرطوم بعد اندلاع القتال الحالي.
كارثة إنسانية في السودان
يأتي هذا في وقت قال مسؤولون في الأمم المتحدة إن الحرب في السودان أجبرت 100 ألف على الفرار عبر الحدود، وإن القتال الذي دخل أسبوعه الثالث يتسبب في أزمة إنسانية.
وينذر الصراع بكارثة أوسع نطاقاً في وقت تتعامل فيه دول الجوار الفقيرة مع أزمة لاجئين، ويعوق القتال تسليم المساعدات في بلد يعتمد ثلثا سكانه بالفعل على مساعدات خارجية.
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن منسق الإغاثة في حالات الطوارئ التابع للمنظمة، مارتن جريفيث، يعتزم زيارة السودان يوم الثلاثاء، لكن لم يتأكد الموعد بعد.
في حين ذكر برنامج الأغذية العالمي، الإثنين 1 مايو/أيار، أنه سيستأنف العمل في الأجزاء الأكثر أماناً في السودان بعد تعليق العمليات مؤقتاً في وقت سابق من الصراع الذي قُتل فيه بعض موظفي البرنامج.
وقال مايكل دانفورد المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق إفريقيا: "الخطر هو أن هذه لن تكون أزمة سودانية فحسب، بل ستكون أزمة إقليمية".
ولا يُظهر قائدا الجيش وقوات الدعم السريع أي مؤشر على التراجع، ومع ذلك فإنهما ليسا قادرين على تحقيق نصر سريع فيما يبدو، ما أثار مخاوف من نشوب صراع طويل الأمد قد يجتذب قوى خارجية.
وتقاسم الطرفان السلطة في السابق، في إطار عملية انتقال بدعم دولي نحو انتخابات حرة وحكومة مدنية.