تلوح أزمة بالأفق بين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وحزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، بعد اتهام "بن غفير" نتنياهو بالتفرد بالقرار حول أسلوب الرد على صواريخ قطاع غزة، التي أطلقتها المقاومة رداً على استشهاد الأسير خضر عدنان داخل سجون الاحتلال، بعد إضراب طويل عن الطعام.
وقاطع حزب إيتمار بن غفير "القوة اليهودية" (6 مقاعد)، التصويت في الكنيست (البرلمان)؛ على خلفية ما سماه "الرد الإسرائيلي الضعيف" على إطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل، واستبعاد وزير الأمن القومي من جلسة مشاورات أمنية.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، مساء الأربعاء 3 مايو/أيار 2023، إن التراشق جاء بعد اتهام "بن غفير" نتنياهو بالتفرد بالقرار حول أسلوب الرد على صواريخ القطاع، واستبعاده من جلسة المشاورات الأمنية.
وأشارت إلى أن "بن غفير" وحزبه "القوة اليهودية" قررا الانسحاب من جلسات الكنيست اليوم الأربعاء، وعدم الاشتراك في التصويت لصالح الائتلاف؛ الأمر الذي أثار سخط حزب الليكود.
في غضون ذلك قال حزب الليكود في بيان: "على بن غفير الالتزام بخط الحكومة التي ينتمي إليها وعدم مهاجمتها والتهديد المستمر بمقاطعة جلسات الكنيست"، وأضاف: "في حال ضاق بن غفير ذرعاً بالعضوية في الحكومة فبإمكانه الاستقالة منها وقتما شاء".
وتابع بيان "الليكود" مهاجماً بن غفير: "رئيس الحكومة هو من يقرر هوية المشاركين في الجلسات الأمنية، وإذا لم يرُق هذا الأمر لبن غفير فهو غير ملزم بالبقاء في الحكومة".
من جهته، ردَّ "بن غفير" على بيان "الليكود" قائلاً: "في حال ضاق نتنياهو بي ذرعاً بإمكانه إقالتي من منصبي".
واستدرك: "لكن منذ أربعة أشهر والحكومة تراوح مكانها، وهذه ليست حكومة يمين صافية، فغزة تقصفنا صباح مساء وردُّنا باهت وضعيف، التعديلات القضائية في طريقها نحو الاضمحلال على الرغم من مطالب جميع أفراد معسكر اليمين".
وأكمل "بن غفير" حديثه: "أقولها بصراحة في ضوء بيان رئيس الحكومة، إذا لم تعد ترغب في وجود حزب القوة اليهودية بالحكومة فأنت مدعوٌّ لإقالتنا".
وأردف: "لن أشارك في الجلسات طالما استمر نتنياهو في تهميشنا، فلن نأتي لنكون عبارة عن ديكور للحكومة أو طوق أمان، إذا ما رغب في أن نصوت لصالح قرارات اليمين فعليه دعوتنا للجلسات الأمنية وإلا فلن نأتي للتصويت".
من جانبه، دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، رئيسَ الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير إلى حل الخلاف بينهما وعدم إسقاط حكومة اليمين التي وصلت إلى السلطة قبل 4 أشهر.
وقال سموتريتش وهو رئيس حزب "الصهيونية الدينية" (7 مقاعد)، في مقطع متلفز بثه مساء الأربعاء، على حسابه بـ"تويتر": "أصدقائي في الائتلاف الحكومي، نحن في موقف أمني معقد للغاية، هذا ليس سراً".
وأضاف: "ليس سراً أيضاً، إنني أعتقد أن من الممكن والضروري الرد بشكل مختلف على كل التهديدات، حماس في غزة وحزب الله في لبنان والعرب في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)".
سموتريتش الذي سبق أن أثارت تصريحاته حول محو بلدة حوارة الفلسطينية ضجة دولية وإقليمية واسعة، قال إن "أعظم مكافأة يمكن أن نقدمها للإرهاب هي الإطاحة بحكومة جيدة، حتى لو لم تكن كاملة، هذه حكومة يهودية وصهيونية وقومية، وإسقاطها أعظم مكافأة للإرهاب".
وأردف: "أدعو رئيس الوزراء أن يجتمع بنا اليوم للمناقشة. سنطرح الآراء المختلفة، ونضع الخلافات والجدل داخل الغرفة. دعونا نتوقف عن مهاجمة بعضنا بعضاً".
وصباح الأربعاء، وجَّه مسؤولون ومحللون إسرائيليون انتقادات للحكومة إثر الهجمات التي وجهها الجيش لقطاع غزة خلال الليلة الماضية، ووصفوها بأنها "لم تكن قوية".
وعلى مدى ساعات، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية هجمات واسعة على أهداف في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة 5 آخرين.
وبررت إسرائيل هجماتها بإطلاق فلسطينيين في قطاع غزة رشقات صاروخية باتجاه غلاف القطاع، رداً على وفاة القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" خضر عدنان، بعد خوضه إضراباً عن الطعام بالسجون الإسرائيلية منذ اعتقاله في 5 فبراير/شباط الماضي؛ رفضاً لاعتقاله وللتهم الموجهة إليه وعلى رأسها "التحريض".