قال الجيش السوداني، الإثنين 1 مايو/أيار 2023، إن "البلاد ورثت عبئاً ثقيلاً جراء خطأ النظام البائد بتكوين ميليشيا الدعم السريع، وخلال 15 يوماً خفضنا قدراتها القتالية بنسبة 45 – 55%"، بينما أعلنت قوات الدعم السريع تصنيف قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة "قوة مقاتلة ومُعادية".
يأتي ذلك بينما تعالت أصوات الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم صباح الاثنين رغم تمديد الهدنة، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من "لحظة انهيار" على الصعيد الإنساني، بينما دخلت الاشتباكات بين الطرفين المتناحرين أسبوعها الثالث.
"مكاسب" الجيش السوداني
في بيان نشره الجيش عبر فيسبوك، تحت عنوان "الأوضاع مستقرة في جميع ولايات السودان"، قال: "ورثت البلاد عبئاً ثقيلاً لخطأ النظام البائد الاستراتيجي بتكوين ميليشيا الدعم السريع، تدفع الدولة السودانية الآن ثمنه الباهظ تخريباً للبلاد وترويعاً ونهباً للمواطنين".
كما أضاف الجيش السوداني: "نطمئن مواطنينا إلى أنه لا تنازل عن تحقيق تطلعاته في عدم عودة عقارب الساعة للوراء، ولن نسمح بأن تقوم بالبلاد مجدداً أي تشوهات في بنيتها العسكرية إلا من خلال بوابة القوات المسلحة السودانية، مهما ارتفعت تكلفة ذلك".
عن الوضع الميداني، أفاد الجيش بأن "العدو حشد بالعاصمة لتنفيذ المؤامرة حتى صبيحة يوم 15 أبريل قوات ضخمة بتجهيزات كبيرة بلغت حشد 27135 مقاتلاً، و39490 مستجداً، و1950 مركبة مقاتلة، و104 ناقلات جنود مدرعة، و171 عربة بوكس دبل كاب مسلح بالمدافع الرشاشة".
كما قال الجيش السوداني إن "قواتنا تمكنت خلال 15 يوم قتال من تخفيض قدراته القتالية بنسبة 45 – 55% من قدراته القتالية التي حشدها لاختطاف الدولة السودانية ومصادرة قرارها وتدمير قواتها المسلحة". فيما لم يصدر على الفور تعليق من جانب قوات الدعم السريع عما ورد بهذا البيان.
قوات الاحتياطي المركزي "قوة مُعادية"
من جهته، قال القائد الثاني لقوات الدعم السريع عبد الرحيم حمدان دقلو لقناة "الجزيرة" إن قواتهم لا تزال تسيطر على مواقعها في القصر الجمهوري والإذاعة والتلفزيون ومطار الخرطوم.
كما أضاف أن قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) "يدير المعركة السياسية والعسكرية من الميدان"، وأن القوات تتلقى منه التعليمات. وقال إن قوات الدعم السريع تواصل التصدي لتعزيزات الجيش القادمة من الولايات.
في ما يتعلق ببدء انتشار قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة في مواقع بالخرطوم، قال دقلو إنهم يصنفون هذه القوات باعتبارها "قوة مقاتلة ومُعادية".
كما أضاف أنهم طلبوا من نائب مدير قوات الشرطة عدم إدخالها طرفاً في القتال، لكنه لم يستجب، وفق قوله. واتهم دقلو من وصفهم بعناصر النظام المعزول بالمسؤولية عن عمليات النهب التي تعرضت لها البنوك في الخرطوم.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، تشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجه قوات تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.