قامت القوات الحكومية الهندية مؤخراً بتسليح 150 شخصاً في الجزء الخاضع لها من إقليم كشمير المقسم مع باكستان، وتلقوا أيضاً تدريبات حول كيفية استخدام هذه الأسلحة، وذلك في أعقاب هجوم أدى إلى مقتل 7 هندوس، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، الأحد 30 أبريل/نيسان 2023.
كشمير قسمت منذ عام 1947 بين الهند وباكستان اللتين تتنازعان السيادة عليها بالكامل، وكانت السبب في نشوب حربين بين الدولتين. ومنذ أكثر من ثلاثة عقود، تطالب مجموعات انفصالية باستقلال كشمير أو إلحاقها بباكستان وتقاتل الجنود الهنود.
فيما قتل عشرات الآلاف من المدنيين والجنود والمتمردين في هذه المعارك. وتفاقم التوتر في كشمير التي تسيطر عليها الهند منذ أن فرضت نيودلهي سلطتها المباشرة على الإقليم، في أغسطس/آب 2019.
أصبحت العديد من القرى التي تضم عدداً كبيراً من السكان الهندوس تملك ميليشيات باسم "حراس الدفاع عن القرية"، وهي ميليشيات مدنية شكلت العام الماضي بمبادرة من وزير الداخلية الهندي أميت شاه، بعد سلسلة من جرائم القتل التي استهدفت رجال الشرطة والهندوس في كشمير.
فظائع ضد مدنيين في كشمير
تم تسليح أكثر من 5 آلاف هندوسي في منطقتين حدوديتين من قبل القوات شبه العسكرية الهندية، بحسب مسؤولين في قوات الأمن. وما زال سكان دنغاري يشعرون بالصدمة والحزن في أعقاب الهجوم الذي أدى إلى مقتل 7 من سكان القرية، والذي حملت الشرطة مسؤوليته لمسلحين في باكستان.
أكد المزارع موراري لال شارما (53 عاماً)، الذي حمل بندقية 303 "مع أو بدون الأسلحة، نشعر بالرعب"، موضحاً "ولكن الآن سأقاتل". وحسب جندي من القوات شبه العسكرية الهندية، فإن القرويين في حالة تأهب مستمرة، ما اضطر وحدته لإبلاغهم بدورياتها الليلية حتى لا تتعرض للاستهداف.
من جانبه، أوضح كانشان غوبتا، من وزارة الإعلام الهندية لوكالة الأنباء الفرنسية أن "الهدف هو إقامة خط دفاع وليس خط هجوم".
فيما كانت الهند أقامت سابقاً ميليشياً مدنية في وسط التسعينيات، كخط دفاع أول في ذروة التمرد المسلح ضد الحكم الهندي في كشمير. وتم تسليح قرابة 25 ألف رجل وامرأة، وتنظيمهم في إطار لجان دفاع قروية في منطقة جامو ذات الأغلبية الهندوسية.
بينما اتهمت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان المشاركين في هذه اللجان بارتكاب فظائع ضد مدنيين. ورُفعت 210 قضايا على الأقل، متعلقة بالقتل والاغتصاب والابتزاز، بحسب أرقام رسمية، ولكن أُدين أقل من 2% من المتهمين.
بحسب غوبتا فإن هذه قضايا فردية وليست جرائم منظمة من قبل الميليشيات. وتابع: "هناك دائماً خطر أن يتحول البعض إلى مارقين"، مؤكداً "لا يمكن السيطرة على الجميع".
مخاوف المسلمين من ميليشيات الهندوس
بينما تحظى هذه الخطة بشعبية كبيرة في أوساط السكان الهندوس، يتخوف المسلمون من أن هذه الميليشيات ستفاقم التوتر والمشاكل في كشمير.
إذ قال مسن مسلم، يعيش في دنغاري، لفرانس برس، مشترطاً عدم الكشف عن اسمه: "ما يُقلقني هو الطريقة التي يتم بها توزيع الأسلحة الآن في مجتمع واحد". وتابع "الآن يلوّح شبان بالأسلحة، هذا ليس جيداً لأي منا"، موضحاً "أشعر بتوتر متزايد".
كما حذّر مدربو هذه الميليشيات، وهي قوات من الشرطة الاحتياطية المركزية شبه العسكرية، من أنهم سيتعرضون للعقاب حال سوء استخدام هذه الأسلحة.
حيث أكد المتحدث باسم هذه القوات، شيفاناندان سينغ، لوكالة الأنباء الفرنسية: "بالإضافة إلى تدريبهم على إطلاق النار وصيانة وتنظيف الأسلحة، نُخبرهم بنوع الإجراءات القانونية التي سيتم اتخاذها في حال سوء الاستخدام".
لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم عن طريق الخطأ منذ إنشاء هذه الميليشيات، ولكن هذه التحفظات لم تمنع الكثيرين في القرى المحيطة بدنغاري من الإقبال على التسلح.
أكد أجاي كومار، وهو عسكري سابق يعمل حالياً في طاحونة "الآن يوجد سلاح في كل بيت محيط بمنزلي". وأضاف "إذا لزم الأمر سأستخدم بندقيتي".