نشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، السبت 29 أبريل/نيسان 2023، تقريراً كشف أن روسيا حفرت خنادق دفاعية في الغابات الحمراء بمنطقة تشرنوبل من بيلاروسيا، ضمن دائرة نصف قطرها 9.5 كيلومتر من المفاعل النووي رقم 4، في موقع شهد أسوأ حادث نووي في التاريخ.
التقرير أشار إلى أن الجنود الروس المرسلين من موسكو عبروا إلى الموقع ومكثوا 5 أسابيع، وخيموا بعض الوقت منذ اليوم الأول للهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.
ووفقاً للتقرير، فإنه لا أحد يستطيع أن يفهم لماذا فعل الجنود الروس ذلك، ونقل عن أوكسانا بيشنا (30 عاماً)، وهي مرشدة سياحية تحولت إلى موظفة بوزارة الدولة مسؤولة عن منطقة الحظر، قولها: "لا تحاولوا إيجاد منطق، إنه مجرد غباء".
ويُطلق على المكان اسم الغابة الحمراء، لأن هذا هو اللون الذي تحولت إليه الأشجار بعد كارثة انفجار مفاعل تشرنوبل في 1986، حيث انتشرت سحابة السم عبر أوكرانيا وبيلاروسيا وروسيا إلى دول البلطيق والدول الإسكندنافية.
وتابعت بيشنا: "إنّ حفر الخنادق فكرة خطرة للغاية.. إنها أخطر بقعة في المنطقة الخاصة، لأن تحت الأرض لدينا نفايات نووية".
كما أوضح التقرير أن الأوكرانيين الذين بقوا بعد الكارثة النووية حاولوا تحذير أعدائهم، مشيراً إلى أنه ربما شعر الروس بأمان أكبر هناك، لأنهم كانوا يعلمون أن الأوكرانيين لن يقصفوا المنطقة المحيطة بالمحطة النووية.
فيما أكد دبلوماسيون أن بعض الجنود الروس المتمركزين في الغابة أصيبوا بالإشعاع. فمن الممكن أن يؤدي ركل الغبار أو المشي على الطحالب، إلى تلوث الجسم، والحفر أسوأ بكثير.
أخيراً، في الأول من أبريل/نيسان 2022، ومع شن القوات الأوكرانية هجمات مضادة من كييف (145 كيلومتراً جنوباً)، انسحب آخر "المحتلين"، تاركين وراءهم أكواماً من القمامة.
اليوم، عادت تشرنوبل إلى الهدوء مرة أخرى. وأصبح الجنود الأوكرانيون وحدهم يتمركزون في منطقة الحظر التي تبلغ مساحتها 1600 كيلومتر مربع، وجميعهم في مناطق آمنة.