قالت شبكة Bloomberg الأمريكية في تقرير نشرته الأحد 30 أبريل/نيسان 2023، إن الصراع بين الجنرالات المتنافسين في السودان يهدد الدول الإفريقية المجاورة التي تكافح بالفعل مع تدفق اللاجئين والمتمردين المسلحين على حدودها، وذلك في الوقت الذي يتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بخصوص خرق وقف إطلاق النار الذي تم تمديده منذ يومين.
إذا طال أمد الحرب المستمرة منذ أسبوعين بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، كما يخشى الكثيرون، فإن تداعياتها على المنطقة ستكون وخيمة. يمكن للميليشيات العرقية وحركات التمرد المناهضة للحكومة والجماعات شبه العسكرية والمرتزقة الروس، الذين يعملون في الأراضي الحدودية التي يسهل اختراقها والغنية بالمعادن، استغلال الأزمة لشن هجمات أو إثارة التمردات.
خطر تواجهه دول مجاورة للسودان بسبب الحرب
يقول محللون إن تشاد وجنوب السودان في خطر مباشر من الصراع في السودان. وتقدر الأمم المتحدة أن البلدين، اللذين يصنفان من بين أفقر دول العالم، قد يستقبلان ما يصل إلى 270 ألف لاجئ في الأسابيع المقبلة.
قال دينغ داو دينغ، القائم بأعمال وزير خارجية جنوب السودان، في إفادة صحفية في جوبا يوم الجمعة: "الآثار غير المباشرة مرئية بالفعل. آلاف الأشخاص وصلوا إلى الدول المجاورة، بما في ذلك جنوب السودان".
صدت تشاد، وهي حليف غربي رئيسي في الحرب ضد الإرهاب وضد تنامي النفوذ الروسي في المنطقة، في السنوات الأخيرة محاولتين انقلابيتين خطيرتين انبثقتا عن الحدود في إقليم دارفور بالسودان، حيث أسفر القتال العرقي عن وقوع العشرات خلال الحرب الحالية.
قالت سارة مجدوب، محللة النزاعات في السودان، إن العديد من الجماعات المتنافسة في دارفور "قد يكون لها أيضاً صلات عبر الحدود في تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى".
كان دقلو زعيماً لميليشيات الجنجويد التي ارتكبت جرائم وحشية في المنطقة، وابن عمه هو مستشار كبير للرئيس المؤقت محمد ديبي، الذي حاول التوسط في الأزمة الحالية.
تشاد تغلق حدودها مع السودان
بعد فترة وجيزة من اندلاع القتال في العاصمة السودانية الخرطوم في 15 أبريل/نيسان، أغلقت تشاد حدودها ونشرت قوات عند نقاط التفتيش.
من بين الجماعات المسلحة العاملة في المنطقة شركة فاغنر الروسية شبه العسكرية. تتمتع شركة القوات المرتزقة بعلاقات مع الكرملين ولها قوات في السودان وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، حيث تشارك في تجارة الماس والذهب. ولديها أيضاً علاقات بمنشأة لمعالجة الذهب خارج عطبرة في السودان، وفقاً لعقوبات الاتحاد الأوروبي الأخيرة.
في حين ساعد المقاتلون الأجانب حكومة جمهورية إفريقيا الوسطى على تأمين منطقتها الشمالية الغنية بالذهب والتي تعج بالجماعات المسلحة، وبعضها له صلات بالمتمردين في غرب دارفور. تؤكد حكومة جمهورية إفريقيا الوسطى أن القوات الروسية الوحيدة في البلاد هم مدرِّبون غير مسلحين.
تدفق للمهاجرين
في سياق متصل، تشهد هذه الحدود الآن تدفقاً للاجئين الفارين من العنف في السودان، مع وصول ما لا يقل عن 30 ألف شخص إلى تشاد وجنوب السودان حتى الآن، إلى جانب 16 ألفاً فروا شمالاً إلى مصر، وفقاً للسلطات.
يأمل معظمهم في دخول هذه البلدان الهشة التي تضررت بشدة من نزاعاتٍ طال أمدها، بالإضافة إلى آثار تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي. أجبرت الحرب بالفعل أكثر من مليوني شخص في جنوب السودان على النزوح، ويحتاج حوالي ثلثي سكان البلاد البالغ عددهم 11 مليون نسمة إلى مساعدات إنسانية.
أما في جمهورية إفريقيا الوسطى المجاورة، تضاعفت أسعار المواد الغذائية الأساسية منذ اندلاع القتال في السودان. ووصل أكثر من 12 ألف لاجئ سوداني إلى جمهورية إفريقيا الوسطى في الأيام الأخيرة، ويتجمع المزيد من الناس على الحدود، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.