تواجه ميليشيا "فاغنر" الروسية الجمعة، 28 أبريل/نيسان 2023، خسائر تصل إلى ما يقرب من 65% من مجنديها الجدد، كما أنها تعاني نقصاً في المقاتلين، ومشكلات لوجستية وأزمات في سلاسل الإمداد، بحسب ما كشفت مصادر لموقع Middle East Eye البريطاني الجمعة، 28 أبريل/نيسان 2023.
حيث قال مصدر مطلع للموقع البريطاني، إن غالبية مقاتلي "فاغنر" الذين قُتلوا كانوا أعضاء في وحدات مكونة من سجناء جنَّدتهم المجموعة من السجون في مقابل عفو السلطات عنهم وتلقيهم رواتب للقتال.
وزعمت مصادر استخبارية غربية أن 90% من الوحدات القتالية التابعة لـ"فاغنر" في أوكرانيا تتكون الآن من سجناء جنَّدتهم المجموعة من السجون والمؤسسات العقابية، وقد ورد أن عملية التجنيد بدأت في فبراير/شباط 2023.
وقال المصدران، اللذان تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لأسباب أمنية، إن معظم خسائر "فاغنر" نجمت عن افتقارها إلى الأسلحة المتطورة، وعجزها في بعض الأحيان عن الحصول على ما تحتاج إليه من ذخائر بسيطة، مثل طلقات السلاح "كلاشنكوف إيه كيه 47".
وأوضح المصدران أن الميليشيا واجهت أيضاً مشكلات تتعلق بعجز القيادة وضعف قدراتها على الإدارة، فضلاً عن تأخر الرعاية الطبية، وعجزها عن تلبية الاحتياجات في أحيان أخرى، ما أفضى إلى تآكل القوة الضاربة لوحدات الميليشيا.
عدم اكتراث للمصابين
من جهة أخرى، تعرّضت "فاغنر" لصعوبات لوجستية كبيرة في الإمدادات وغيرها، وزاد عليها عدم اكتراث القيادة الروسية بهذه المشكلات، فاضطرت الميليشيا إلى البحث عن الأسلحة في دول أخرى، منها تركيا.
وقال المصدر الثاني، المطلع على أعمال فاغنر من الداخل، إن "من يصاب بجروح خطيرة أثناء القتال في صفوف فاغنر، من المستحيل أن ينجو".
وزعم المصدر الثاني أن يفغيني بريغوزين، رئيس شركة فاغنر، جنَّد المقاتلين بأعداد كبيرة إلى حدٍّ أعجز الفرق الطبية عن الوفاء باحتياجات هؤلاء المقاتلين، أما القيادة الروسية "فكثيراً ما تبدي عدم الاكتراث بطلبات مساعدة الجرحى من قوات فاغنر"، و"معظم قتلى فاغنر سقطوا في جبهة باخموت بشرق أوكرانيا"، التي وصفها المصدر بأنها كانت "مسلخاً" لمقاتلي المجموعة.
برزت الخلافات بين "فاغنر" وقيادة الجيش الروسي بالفعل إلى العلن، وقد زاد ذلك من المشكلات اللوجستية للمجموعة، إذ صارت عاجزة عن الحصول على الدعم من الجيش النظامي.
وقال المصدر الثاني إن "فاغنر" توقعت أن تواجه مشكلات لوجستية في الإمداد وغيره، لكنها ظنت أن هذه المشكلات ستكون قصيرة الأمد، وخططت للتغلب عليها بالاعتماد على الإمدادات من قواعدها في مالي وليبيا وسوريا. لكن بمرور الوقت وتطاول أمد الصراع، زادت خسائر القوات الروسية النظامية، فاشتعل النزاع بين "فاغنر" والجيش الروسي على الإمدادات، وتزايدت الاتهامات من بريغوزين بتجاهلِ احتياجات قواته للمساعدة.
والحال كذلك، قال المصدر الثاني إن "المشكلات اللوجستية التي تعانيها فاغنر أسقطت من مقاتليها أكثر مما أسقط الأوكرانيون".
وقال مصدر عسكري من أوكرانيا إن جزءاً كبيراً من قوات "فاغنر" صار عاجزاً عن القتال، "فقد قُتل وجُرح عدد كبير جداً من جنودهم، ومعظم الجرحى لا يستطيعون العودة إلى الجبهة".
ومع ذلك، قال مصدر روسي إن "بريغوزين يبدو أنه لا يزال يفتقر إلى خطة لحل المشكلات التي يواجهها في الخط الخلفي، والتي تؤدي تدريجياً إلى تفاقم الأزمات على جبهات القتال. ومن ثم فإن مقاتلي فاغنر الجدد سيتأثرون بالمشكلات اللوجستية أيضاً".
وسبق أن زعمت الحكومة الأمريكية أن مجموعة فاغنر، التي انتشرت في دول مختلفة بأوامر من موسكو ولها دور كبير في الحرب الجارية بأوكرانيا، خسرت أكثر من 30 ألف مقاتل، منهم 9 آلاف في القتال على الجبهة الأوكرانية.
وتشير تقديرات جمعتها وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، إلى أن روسيا تكبّدت خسارة ما بين 189500 إلى 223000 قتيل وجريح، منهم 35500 إلى 43000 قتيل في العمليات العسكرية، وما بين 154000 إلى 180000 جريح.
في المقابل، تشير وثيقة مسرّبة حملت عنوان "روسيا في مواجهة أوكرانيا، تقييم لاستدامة القتال ومعدل الاستنزاف"، إلى أن أوكرانيا تكبدت خسارة ما بين 124500 إلى 131000 قتيل، منهم 15500 إلى 17500 قتيل في العمليات العسكرية وما بين 109000 إلى 113500 جريح.