قال الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع في السودان، في حوار أجراه مع بي بي سي الجمعة، 28 أبريل/نيسان 2023، إنه مستعد لإجراء مفاوضات مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، شريطة وقف إطلاق النار، وذلك في الوقت الذي تعيش فيه مدن السودان، وخصوصاً العاصمة الخرطوم، منذ 15 أبريل/نيسان، اشتباكات واسعة بين الجيش وقوات الدعم، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح، معظمهم من المدنيين.
الفريق محمد دقلو (حميدتي) قال في حوار لبيتر لينغ، محرر الشؤون الخارجية في "بي بي سي": "هناك شروط للمفاوضات. بداية، وقف إطلاق النار، ووقف الأعمال العدائية، بعد ذلك، يمكننا إجراء مفاوضات". وأضاف حميدتي: "من واجبنا تشكيل حكومة مدنية قابلة للحياة في السودان".
حميدتي ينفي قيام قوات الدعم بالسلب والنهب
كذلك فقد قال حميدتي في رده على سؤال لـ"بي بي سي" حول ما إذا كان من الممكن أن تستمر الهدنة لفترة طويلة لفتح ممرات عبور آمنة: "لقد طالبنا بالهدنة منذ اليوم الأول للحرب. وبدأنا بفتح ممر إنساني على الفور، وفتحنا هذه الممرات داخل المناطق التي تسيطر عليها قواتنا.. بدأنا بالهدنة من جانبنا".
في حين نفى حميدتي لـ"بي بي سي" ضلوع قواته في أعمال سلب ونهب، وكذلك في وضع يدها على المستشفيات، وفقاً لاتهامات من الجيش السوداني وشهود عيان. وأضاف حميدتي: "إن قواتنا منضبطة جداً ومعترف بها دولياً، حتى من قبل الأمم المتحدة والأمريكيين والفرنسيين". وتابع قائلاً: "نحن نضحي بأنفسنا من أجل الشعب السوداني… والتحول الديمقراطي".
رداً على سؤال حول من أطلق الرصاصة الأولى في هذا الصراع، قال حميدتي: "نحن لم نطلق الرصاصة الأولى. كان جميع الوسطاء حاضرين. اتفقنا على الجلوس الساعة الـ10 صباحاً، والتوقيع على الاتفاقية النهائية. لقد فوجئنا بأن البلد مغلق،… وبدأوا في إطلاق النار علينا".
الجيش السوداني يرفض الجلوس مع حميدتي
في سياق متصل، أعلن قائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رفضه الجلوس مع قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، واصفاً قواته بـ"المتمردة على الدولة"، لكنه أشار إلى أنه طرح على "حميدتي" عرضاً يقضي بتنحي كليهما عن المشهد، لكنه "رفض ذلك".
جاء ذلك في مقابلة لقائد الجيش، أجرتها معه قناة الحرة الأمريكية، الجمعة، 28 أبريل/نيسان 2023. وأوضح البرهان أنه قال لحميدتي: "إذا كانت مشكلتنا شخصية، فالحل أن يتنحى كلانا من منصبه"، وأضاف أن الأخير رفض هذا العرض.
فيما اتهم البرهان قوات الدعم السريع بـ"افتعال هذه الحرب بسبب رفضها الاندماج في القوات المسلحة". وتحدّث قائد الجيش السوداني عن المبادرات الرامية لوقف القتال في البلاد، وأشار إلى أنه قد يوفد "ممثلاً لمبادرة إيجاد حل إذا قبل بها الطرف الآخر"، كما أكد البرهان أن "المبادرة الأمريكية جادة، ويمكن البناء عليها".
خرق الهدنة في السودان
على الصعيد الميداني، اتهم البرهان "قوات الدعم السريع بانتهاك الهدنة منذ صباح الجمعة"، فيما نفى "سيطرة قوات الدعم السريع على المطار". وقال البرهان إن قوات الجيش "تستهدف فقط نقاط ارتكاز قوات الدعم السريع ولا نستهدف الأحياء السكنية"، مبيناً أن طيران الجيش لا ينفذ طلعاته الجوية إلا حين يرصد تحركات لتلك القوات.
كما نفى البرهان الاتهامات التي وجهتها قوات الدعم السريع، والمتعلقة باستعانة الجيش بجهات خارجية خلال المواجهات، مضيفاً بالقول: "إطلاقاً، ليست هناك أي جهة خارجية تتعاون معنا.. لا نريد أن يتم تدويل الصراع أو أن تتدخل فيه أطراف أخرى خارجية".
في رد على سؤال بشأن مصير الرئيس المخلوع عمر البشير بعد هروب معاونين له من السجن، قال البرهان إنه "موجود تحت الحراسة داخل السودان".
اشتباكات رغم الهدنة
في سياق متصل، فقد تجددت الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الجمعة، في مدينة أم درمان غرب العاصمة الخرطوم، رغم تمديد الهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة بدأت منتصف الليلة الماضية.
حيث قالت مصادر إعلامية محلية إن "معارك عنيفة اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الريف الجنوبي لمدينة أم درمان"، وأفادت بأن "سلاح الطيران شارك في هذه المعارك".
من ناحيتها، نشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو عبر صفحتها على فيسبوك تظهر فيه مجموعات من المسلحين، قالت إنه لمقاتليها من "داخل القصر الجمهوري".
كما أفادت قوات الدعم السريع، في مقطع الفيديو الذي سُمع فيه دوي انفجارات، بأن "سلاح الطيران السوداني ما زال يواصل توجيه الضربات الجوية لهم".
كانت "الدعم السريع" قالت في بيان سابق، إن قوات الجيش "خرقت الهدنة عبر شنّها هجوماً على مواقعنا في قاعدة جبل أولياء (جنوب الخرطوم) ومدينة أم درمان".
من جانبه، أفاد الجيش السوداني في بيان، بأن "المتمردين باشروا منذ صباح الجمعة، شن هجوم فاشل على قواتنا في جبل أولياء".
كما ذكر الجيش أن قواته "تمكنت من التصدي للهجوم بنجاح، وتكبيد المهاجمين خسائر كبيرة وتدمير عدد من المركبات".
يُذكر أنه، ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023 ، تشهد مدن السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.