مع تواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع رغم الإعلان عن هدنة، ارتفع عدد القتلى المدنيين في البلاد إلى 387 شخصاً منذ بدء الاشتباكات، منتصف أبريل/نيسان الجاري، في حين حذر تجمع الصيادلة المهنيين بالسودان من تضرر إنتاج الأدوية لأنه ينذر بكوارث صحية، بينما أكدت القاهرة إصابة طالبين مصريين في الصراع الدائر في السودان.
إذ أعلنت نقابة أطباء السودان، في بيان، الجمعة 28 أبريل/نيسان 2023، ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى 387 شخصاً منذ بدء الاشتباكات، فيما لا تشمل هذه الإحصائية أعداد القتلى والجرحى من العسكريين.
البيان أضاف أن "68% من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات (التي حصرتها النقابة) متوقفة عن الخدمة"، موضحة أن "59 مستشفى أساسياً من أصل 86 في العاصمة (الخرطوم) والولايات، متوقفة عن الخدمة، بينما يعمل 25 مستشفى بشكل كامل أو جزئي".
كما أشارت النقابة إلى أن المستشفيات المذكورة "مهددة بالإغلاق نتيجة لنقص الكوادر الطبية والإمدادات والتيار المائي والكهربائي"، مشيرة إلى أن "19 مستشفى تعرضّ للإخلاء القسري"، فيما تم "قصف نحو 15 مستشفى آخر"، وفق البيان.
النقابة ذكرت أيضاً أن "قوات عسكرية سيطرت على المعمل القومي للصحة العامة (استاك)"، فيما "تعرّض مستشفى الجنينة بدارفور وبنك الدم للنهب".
ولفتت إلى أن "قوات عسكرية اعتدت على 6 عربات إسعاف ومنعت سيارات أخرى من نقل المرضى وإيصال الإمدادات الطبية"، دون الإشارة للجهة التي تتبع لها تلك القوات.
ورغم توافق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ليلة 24 أبريل/نيسان الجاري على هدنة إنسانية بوساطة أمريكية، وتجديدها مرة أُخرى ليلة الخميس، إلا أن الاشتباكات بين الطرفين اندلعت مجدداً، صباح الجمعة.
تحذيرات من تضرر إنتاج الأدوية
من جانبه، حذر تجمع الصيادلة المهنيين بالسودان، الجمعة، من أن تضرر مناطق إنتاج الأدوية ومستلزماتها بسبب الاشتباكات الجارية في البلاد سيؤدي لتفاقم الكوارث الصحية.
جاء ذلك في بيان نشره التجمع (غير حكومي) عبر صفحته على فيسبوك، لافتاً إلى تعرض عدد من الصيدليات والمصانع وشركات ومخازن الأدوية خلال الفترة السابقة لعمليات نهب وسلب واستباحة كاملة في عدة مناطق.
ومن بين المناطق الصناعية المتضررة مناطق سوبا وبحري الصناعية بالخرطوم وعدة مناطق أخرى، وفق البيان.
وأضاف تجمع الصيادلة أن "كل ذلك سيؤدي إلى تفاقم الكوارث الصحية والإنسانية التي ظلت تحاصر الشعب السوداني".
وتابع "أن شح وانعدام الإمداد الطبي عن المراكز الصحية والمستشفيات والصيدليات وانتشار الجثث في الطرقات يُنذر بكارثة صحية للشعب السوداني، ما يستوجب ضرورة تضافر الجهود الرسمية والشعبية لتلافى الكارثة".
ودعا التجمع وزارة الصحة للقيام بدورها في "درء هذه الآثار وفق خُطة وأهداف مدروسة في فترة زمنية محددة".
إصابة طلاب مصريين
في غضون ذلك، قالت وزارة الهجرة المصرية، في بيان، الجمعة، إن اثنين من الطلاب المصريين في السودان تعرضا "لإصابات بالغة" خلال القتال الدائر بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
الوزارة أضافت أن طالبة أُصيبت بشظايا متفرقة في القدم، فيما أُصيب طالب آخر بشظايا متفرقة في الظهر، مشيرة إلى أن السلطات المصرية تعمل على إعادتهما لاستكمال علاجهما في مصر على طائرات الإجلاء القادمة من مدينة بورتسودان.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قالت، في بيان، مساء الخميس، إن مصر أجلت 5327 من مواطنيها من السودان حتى الآن.
ومنذ 15 أبريل/نيسان تشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وفي 22 أبريل/نيسان بدأت عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان، وشرعت أكثر من 50 دولة بعمليات الإجلاء، إما براً لا سيما عبر مصر وإثيوبيا، أو بحراً عبر ميناء بورتسودان، أو جواً.