لا يزال عنصر الحرس الوطني الجوي جاك تيكسيرا، المتهم بالاستيلاء على وثائق استخباراتية شديدة السرية حول الحرب الروسية الأوكرانية ونشرها، محتفظاً بقدرته على الوصول إلى المواد الحساسة على الرغم من اعتقاله، بحسب ما قاله مدعون فيدراليون الأربعاء 26 أبريل/نيسان 2023.
بحسب صحيفة Wall Street Journal الأمريكية الخميس، فإن طيار الدرجة الأولى القابع في السجن منذ القبض عليه مطلع أبريل/نيسان 2023، ما يزال قادراً على الوصول إلى كنز معلومات سرية ستكون له قيمة كبيرة لدى الدول المعادية، التي يمكن أن تعرض عليه الملاذ الآمن وتحاول تسهيل هروبه من الولايات المتحدة.
جاء ذلك وفقاً لتصريحات المدعين في الملف المقدم إلى المحكمة مساء الأربعاء، فيما لا يزال المحققون يحاولون تحديد ما إذا كان الطيار تيكسيرا قد احتفظ بأي معلومات سرية لم تظهر للعلن أم لا، وفقاً لملف المحكمة.
حيث كتب المدعون: "يتمتع المدعى عليه بأفضليةٍ على الحكومة في هذا الصدد. إذ يعلم المدعى عليه مكان المعلومات، ويعرف كيفية الوصول إليها. وبناءً على مهاراته المتخصصة في مجال تقنية المعلومات، فمن المفترض أنه يعرف كيفية نشر تلك المعلومات دون أن يلحظه أحد بصورةٍ فورية".
وسرد الملف المكون من 18 صفحة جميع الحجج التي ينوي الادعاء تقديمها خلال جلسة الخميس 27 أبريل/نيسان، لمناقشة احتجاز الطيار البالغ 21 عاماً، داخل محكمة فيدرالية في ورسستر بولاية ماساتشوستس.
يأتي ذلك في الوقت الذي طالب فيه محامي الدفاع بالإفراج عن الطيار تيكسيرا؛ ليقيم في منزل والده.
وصف المدعون الطيار تيكسيرا بأنه يمثل تهديداً للأمن القومي، قائلين إنه اتخذ خطوات لإخفاء حجم المواد التي استحوذ عليها والأشخاص الذين شاركها معهم. وقالوا إنه أتلف جهازاً لوحياً، وحاسوباً محمولاً، وجهازاً للألعاب. كما طلب من أعضاء غرفة الدردشة، التي نشر عليها الوثائق السرية، أن يحذفوا جميع الرسائل ويلتزموا الصمت.
اقرأ أيضاً
تحركات أمنية لوقف التسريب
وقد تحرك البنتاغون ووكالات الاستخبارات في الأيام الأخيرة، لتقييد الوصول إلى المعلومات السرية. وشهدت تداعيات الواقعة تعرُّض قائد العمليات والقائد الإداري في وحدة الطيار تيكسيرا، سرب الدعم الاستخباراتي رقم 102، للإيقاف عن العمل الأربعاء، "في انتظار تحقيق إضافي حول الكشف غير المرخص عن معلومات سرية"، وذلك وفقاً لتصريح المتحدثة باسم القوات الجوية.
وانتشرت الوثائق السرية للمرة الأولى عبر منصة ديسكورد، وهي شبكة اجتماعية معروفة بين محبي الألعاب، قبل أن تظهر في منتديات أخرى عبر الإنترنت.
وأضاف المدعون: "تتمتع طبيعة المواد التي وصل إليها المدعى عليه -ولم تُنشر كلها علناً- بالقدرة على إلحاق أضرار إضافية جسيمة للغاية بالأمن القومي الأمريكي، وذلك في حال الكشف عنها".
تفيد وثائق الاتهام، بأن الطيار تيكسيرا بدأ نشر المواد الحساسة على الإنترنت منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول 2022. بينما يفيد الملف الجديد بأن الطيار، الذي كان يعمل في الدعم التقني، قد بدأ الاطلاع على مئات الوثائق السرية في فبراير/شباط عام 2022.
كما ذكر الادعاء أن المعلومات التي حصل عليها الطيار تيكسيرا "يتجاوز حجمها ما تم الكشف عنه علناً على الإنترنت حتى اليوم".
وقال الملف الجديد إن الطيار اعترف في منشورات الشبكات الاجتماعية بمشاركته معلومات سرية من وكالات الاستخبارات، وشجع بقية المستخدمين على طلب المعلومات التي يرغبون في رؤيتها. وعندما اقتربت السلطات من القبض عليه في الشهر الجاري، أنشأ الطيار اسم مستخدم جديداً وقال لبقية المستخدمين: "إذا جاء أحدهم للبحث عن الوثائق، فلا تخبروه بأي شيء".
بينما يقول المدعون إن الطيار تيكسيرا سبق له الإدلاء بتعليقات عن إطلاق النار والعنف، كما كان يحتفظ بمخزن أسلحةٍ نارية.
وأوضحوا أنه أخبر المستخدمين على الشبكات الاجتماعية في مطلع العام بالطريقة التي سينفذ بها عملية إطلاق النار "وسط بيئة حضرية مزدحمة أو في الضواحي".