أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ، الأربعاء 26 أبريل/نيسان 2023، اتصالاً بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك لأول مرة منذ بدء الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وقررت بكين إرسال مبعوث خاص في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق تسوية للأزمة.
قناة "سي سي تي في" الصينية قالت إن المكالمة الهاتفية تمت بمبادرة من كييف، وذكرت أن الرئيس الصيني أكد لزيلينسكي أن "المحادثات والتفاوض" هما "السبيل الوحيد" للخروج من الحرب، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كذلك نقلت القناة عن جين بينغ قوله إن "الصين لطالما وقفت إلى جانب السلام، وموقفها الأساسي هو تعزيز محادثات السلام"، وأضاف أن الصين "لن تقوم بمراقبة النيران من الجانب الآخر، ولن تقوم بصب الزيت على النار أو حتى الاستفادة من الأزمة لتحقيق مكاسب".
تلتزم الصين، بصورة عامة، موقفاً محايداً من الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنها لم تقم بإدانة الغزو الروسي، وتعرَّض الرئيس الصيني لضغوط متزايدة من أجل التدخل والتوسط في النزاع.
من جانبه، كتب الرئيس الأوكراني في تغريدة: "أجريت محادثة هاتفية طويلة ومهمة مع الرئيس الصيني"، مشيراً إلى أنه دعا إلى "دفع قوي في تنمية العلاقات الثنائية" بين كييف وبكين.
بعد الاتصال، أعلن زيلينسكي أيضاً تعيين وزير سابق سفيراً لدى الصين، بحسب مرسوم صادر عن الرئاسة، وكان هذا المنصب شاغراً منذ فبراير/شباط 2021، وقال زيلينسكي: "أعتقد أن هذا الاتصال، إضافة إلى تعيين سفير أوكرانيا لدى الصين، سيعطي دفعة لتطوير علاقاتنا الثنائية".
بدوره، أكد المتحدث باسم زيلينسكي، سيرغي نيكيفوروف، في منشور على فيسبوك، أنهما أجريا "محادثة هاتفية استمرت ساعة تقريباً".
وفي أول تعليق لها على المحادثة بين جين بينغ وزيلينسكي، قالت واشنطن إن البيت الأبيض رحّب بالمكالمة، لكنه قال إن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الاتصال سيفضي إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.
جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، قال للصحفيين إن المكالمة كانت "أمراً جيداً". ورداً على ما إذا كانت ستؤدي إلى تحرك ذي مغزى نحو السلام، قال: "لا أعتقد أننا نعرف ذلك حالياً".
إرسال مبعوث خاص
في سياق متصل، أبلغ الرئيس الصيني جين بينغ، نظيره الأوكراني أن بكين سترسل مبعوثاً خاصاً في "إطار الجهود الرامية إلى تحقيق تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية".
كانت بكين قد نشرت وثيقة من 12 نقطة، تحض موسكو وكييف على الدخول في مفاوضات سلام في فبراير/شباط 2023، في خطوة اعتبرت دول غربية أنها تميل إلى روسيا، وزار جين بينغ، موسكو في مارس/آذار 2023؛ للقاء بوتين.
تتألف الخطة الصينية من 12 بنداً لحل النزاع في أوكرانيا، أكدت فيها احترام سيادة كل بلد، إلا أنها امتنعت عن توجيه أي انتقاد إلى موسكو، ودعت الخطة إلى استئناف الحوار، وإلى تجنب أيّ هجوم على المدنيين أو المنشآت المدنية.
لقيت الخطة تشكيكاً من حلفاء أوكرانيا، وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إنها "لا تملك مصداقية كبيرة، لأنهم لم يكونوا قادرين على إدانة" غزو أوكرانيا.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.