اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، الثلاثاء 25 أبريل/نيسان 2023، بفيديو لتعرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوعكة صحية ألمت به خلال مقابلة صحفية بثت على الهواء مباشرة، ما اضطر القناة لقطع البث والعودة بعد دقائق.
عاد البث بعدها بدقائق، وقدم الرئيس التركي اعتذاره لانقطاع المقابلة، قائلاً: "كانت هناك حملة (انتخابية) مكثفة للغاية بالأمس واليوم، وبسبب ذلك تعرضت لنزلة برد شديدة، حتى إنني عزمت على الاعتذار عن عدم حضور اللقاء، لكنني قررت تلبية الدعوة والوفاء بوعدي"، طالباً المعذرة من محاوريه والمشاهدين.
هذه الحادثة أثارت جدلاً على مواقع التواصل، ودفعتنا للبحث عن برنامج أردوغان خلال الساعات الـ48 التي سبقت المقابلة، ومعرفة ما الذي يقوم به رجل في أواخر الستين من عمره.
بالرجوع إلى وسائل إعلام تركية ومصادر رسمية من الرئاسة التركية تبين ازدحام أجندة الرئيس التركي أردوغان قبيل الانتخابات الرئاسية بالأنشطة والفعاليات، ونستعرض لكم برنامج الرئيس أردوغان المكثف الذي تسبب له في الوعكة الصحية:
الإثنين 24 أبريل/نيسان 2023 شارك الرئيس التركي أردوغان صباحاً في حفل وضع فيه حجر الأساس لتطوير وإنتاج بطاريات "SIRO" في مدينة بورصة، والتقى أردوغان هنالك بجمع من المواطنين من مدينة بورصة الذين استقبلوه وهو على متن سيارة "توغ" المحلية الصنع، والتي تم تصنيعها في المدينة نفسها، ونشرت وسائل إعلام تركية صوراً وفيديوهات لزيارة الرئيس إلى المدينة، حيث أحاط بموكبه جمع غفير من المواطنين ورموا الأزهار على موكبه الذي بالكاد كان يتحرك.
من مدينة بورصة انتقل الرئيس التركي أردوغان إلى "مانيسا" التي تبعد عن بورصة نحو 300 كيلومتر، ليقيم هناك تجمعاً انتخابياً حاشداً نظمه حزبه في ساحة الجمهورية وسط الولاية.
الثلاثاء 25 أبريل/نيسان 2023 كان هو اليوم الحافل للرئيس التركي، فقد بدأ الرئيس التركي أردوغان برنامجه بحفل الذكرى الـ61 لتأسيس المحكمة الدستورية في العاصمة أنقرة، حيث استقبله رئيس المحكمة الدستورية زهدي أرصلان. وتوجه بعدها الرئيس أردوغان برفقة أرصلان إلى قاعة مجلس الديوان الذي يستضيف الفعالية.
بعد هذه الفعالية، انتقل الرئيس التركي أردوغان إلى حفل تعيين 3500 معلم معاق بقاعة مجلس التعليم الوطني بالعاصمة التركية أنقرة.
ثم انتقل الرئيس التركي للمشاركة في برنامج "فوراً من أجل الشباب"، الذي نظمه الفرع الشبابي لحزب العدالة والتنمية بالعاصمة أنقرة، حيث التقى جموعاً من الشباب التركي.
كما قام أردوغان في الفعالية نفسها بمنح أوسمة وميداليات "الدولة للتضحية"، بمشاركة 55 ألف شخص ممن برزوا في أعمال البحث والإنقاذ بمناطق الزلزال الذي ضرب تركيا من الفرق المحلية والأجنبية.
لم ينته برنامج الرئيس أردوغان، فقد ظهر في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من منتصف الليل في لقاء تلفزيوني مع عدد من الصحفيين على الهواء مباشرة.
بعد مضي ربع ساعة على اللقاء، ظهر الإعياء على أردوغان، وانقطع بث المقابلة، ما أثار حالة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي حول صحة الرئيس التركي.
اضطر المذيع الذي يدير اللقاء مع الرئيس التركي لطلب الذهاب إلى فاصل إعلاني، قبل أن يعود أردوغان ويعتذر عن عدم إكمال اللقاء، طالباً المعذرة من محاوريه والمشاهدين.
يشار إلى أن اللقاء التلفزيوني كان مشتركاً عبر قناتي "7" و"ÜLKE TV" التركيتين، وكان من المقرر أن يبدأ في العاشرة مساءً، لكنه انطلق في الحادية عشرة والنصف بالتوقيت المحلي، واستمر لنحو ربع ساعة.
فيما تفاعل الصحفيون الأتراك مع الحادثة، وعلقت الصحفية التركية في قناة CNN Turk هاندة فرات قائلة إن الوعكة الصحية التي تعرض لها أردوغان أمر طبيعي، بسبب برنامجه الانتخابي المكثف، مشيرة إلى أن أردوغان التقى الشباب وألقى خطابين في اليوم نفسه.
فيما أكد المحلل والباحث السياسي حسان يلشين أن عمل الرئيس المكثف في حملته الانتخابية كان السبب في الوعكة التي تعرض لها، وهو أمر طبيعي، كما استذكر الباحث التركي حادثة مماثلة للرئيس أردوغان في انتخابات البرلمان لعام 2015، حيث فقد صوته قبل يومين من الانتخابات، لكن في ظل الحملة الانتخابية أصر على مواصلة العمل.
بدوره أشار الصحفي التركي، مالك يي تال، إلى نشاطات الرئيس أردوغان في الفترة الأخيرة، معتبراً أنه يقوم بمجهود كبير، وأضاف الصحفي التركي: "حينما نكون في الطائرة فور ركوبنا ننام، لكن الرئيس حتى أثناء تواجده على متن الطائرة يواصل عمله"؛ لتوافقه الصحفية التركية هاندة على ما قاله.
وكان من المقرر أن يواصل الرئيس التركي أردوغان برنامجه ضمن حملته الانتخابية لرئاسيات 2023، لكنه أعلن إلغاء مشاركته في مناسبات عامة، الأربعاء 26 أبريل/نيسان 2023، بناء على نصيحة الأطباء.
حيث ألغى أردوغان زيارته إلى كل من ولايات قرق قلعة ويوزغات وسيفاس، وقال: "سأستريح اليوم في منزلي استجابةً لنصيحة الأطباء، للأسف لن أستطيع اليوم زيارة إخواني في كرك كاله ويوزغات وسيواس كما خططنا سابقاً. أرجو منهم جميعاً أن يسامحوني على هذا".
يأتي هذا في وقت تشهد فيه تركيا حملات انتخابية مكثفة قبيل انعقاد انتخابات رئاسية وبرلمانية في 14 مايو/أيار المقبل توصف بالمصيرية، يتنافس فيها 4 مرشحين رئاسيين على رأسهم أردوغان وكمال كليجدار أوغلو، إلى جانب أحزاب عدة تتنافس على مقاعد البرلمان ضمن تحالفات.