منظمة الصحة العالمية تحذر من “خطر بيولوجي” بالسودان.. ومواطنون يستغلون الهدوء للفرار من الحرب

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/25 الساعة 13:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/25 الساعة 15:07 بتوقيت غرينتش
احتدام الصراع المسلح في السودان / رويترز

انحسر القتال في السودان الليلة الماضية بعد أن وافق الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة؛ مما سمح للمزيد من السودانيين بالفرار الثلاثاء 25 أبريل/نيسان 2023، وللدول الأجنبية بإجلاء مواطنيها، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.

غير أن منظمة الصحة العالمية حذرت من "خطر بيولوجي كبير" في العاصمة السودانية الخرطوم بعد سيطرة أحد طرفي القتال الدائر في السودان على معمل يحتوي على مواد منها مسببات الحصبة والكوليرا وأخرجت الخبراء الفنيين منه.

فقد اندلع صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان؛ مما أدى إلى تحول مناطق سكنية إلى ساحات للقتال الذي أفضى إلى مقتل ما لا يقل عن 459 شخصاً وإصابة ما يزيد على 4000 آخرين وانقطاع المياه والكهرباء وعدم توافر المواد الغذائية في بلد يعتمد بالفعل على المساعدات.

معمل يحتوي على مواد منها مسببات الحصبة والكوليرا في الخرطوم/ رويترز
معمل يحتوي على مواد منها مسببات الحصبة والكوليرا في الخرطوم/ رويترز

بينما نقلت دول أجنبية موظفي سفاراتها جواً من العاصمة الخرطوم بعد عدة هجمات على دبلوماسيين، ومنها مقتل مساعد الملحق الإداري بالسفارة المصرية بالرصاص، بينما كان في طريقه إلى عمله. وتنفذ بعض الدول أيضاً عمليات إجلاء لمواطنيها.

فقد بدأت الحكومة البريطانية الثلاثاء عملية إجلاء كبرى لمواطنيها بطائرات عسكرية من مطار إلى الشمال من الخرطوم. وقالت فرنسا وألمانيا إن كلاً منهما أجلت ما يزيد على 500 من مختلف الجنسيات.

سودانيون يستغلون الهدوء للفرار

كما استغلت الأسر السودانية فترة الهدوء للخروج من منازلها، بعد قتال عنيف استمر لما يزيد على أسبوع، والبحث عن وسائل لنقلهم إلى بر الأمان. ويخشى السكان من أن يؤدي نزوح الأجانب الجماعي إلى تعريض حياتهم لخطر أكبر.

قالت انتصار محمد الحاج، وهي من سكان الخرطوم، إن أطفالها كانوا يختبئون تحت الأسرّة من دويّ الانفجارات قبل أن تفر الأسرة إلى مصر. وأضافت أن أصعب لحظة مرت بها كانت عند التفكير في مغادرة السودان.

بينما فر عشرات الآلاف، بمن فيهم سودانيون ومواطنون من دول مجاورة، في الأيام القليلة الماضية إلى مصر وتشاد وجنوب السودان، على الرغم من الاضطرابات والظروف المعيشية الصعبة بها.

إذ يتدهور بسرعة وضع أولئك الذين بقوا في ثالث أكبر دولة في إفريقيا والتي كان ثلث عدد سكانها البالغ 46 مليون نسمة بحاجة إلى المساعدات حتى قبل اندلاع العنف. وعبر البعض عن استيائه من رحيل بعض وكالات الإغاثة الدولية والدبلوماسيين. وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إنه قلص أنشطته بسبب الاشتباكات.

مدنيون يفرون من الاشتباكات الدائرة في السودان / رويترز
مدنيون يفرون من الاشتباكات الدائرة في السودان / رويترز

"جثث منتشرة في شوارع السودان"

قال أحد سكان الخرطوم، طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه يخشى من أن تواصل القوات المتحاربة اشتباكاتها دون اكتراث بوجود المدنيين في ظل وجود عدد أقل من المراقبين الدوليين.

كما قال نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، في حديثه للصحفيين في جنيف، عبر رابط فيديو، إنه جرى إخراج الخبراء الفنيين من (المعمل القومي للصحة العامة)، الذي يوجد به كذلك بنك للدم بعد سيطرة أحد طرفي الصراع في السودان عليه. ولم يحدد الطرف الذي سيطر على المعمل.

أضاف: "ما يثير قلقنا بشكل أساسي هو عدم قدرة الفنيين على الذهاب إلى المعمل واحتواء المواد البيولوجية ومواد أخرى على نحو آمن".

ودعا ياسر عرمان، القيادي الكبير في تحالف قوى الحرية والتغيير، المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي إلى المساعدة في إعادة المياه والكهرباء وإرسال المولدات إلى المستشفيات.

كما قال: "هنالك جثث منتشرة في الشوارع ومرضى لا يجدون العلاج وانقطاع المياه والكهرباء، لا بد من توظيف الهدنة في ترك المواطنين للقيام بإكرام الموتى ودفنهم".

بينما أفادت منظمات تابعة للأمم المتحدة بشح الغذاء والمياه النظيفة والأدوية والوقود وضعف الاتصالات والكهرباء وارتفاع حاد لأسعار السلع. وأفاد سكان بأن سعر تذكرة الحافلة إلى مصر قفز ستة أمثال إلى 340 دولاراً.

تحميل المزيد