“لا أكل ولا شرب ولا نوم”.. أجانب يروون تفاصيل رحلاتهم “الخطيرة” هرباً من الحرب في السودان

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/25 الساعة 09:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/25 الساعة 15:07 بتوقيت غرينتش
إجلاء آلاف الأجانب من السودان عبر السعودية/ رويترز

كشف أشخاص تم إجلاؤهم من السودان بسبب القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الرحلات التي خاضوها للهرب من مناطق الحرب عبر البحر الأحمر إلى السعودية، بـ"الخطيرة"، وهي رحلات استمرت ساعات دون أكل أو شرب.

كان نساء مسنات مقعدات وأطفال نائمون في أحضان آبائهم من بين قرابة 200 شخص من أكثر من 20 دولة هبطوا من فرقاطة بحرية في مدينة جدة الساحلية مساء الإثنين 24 أبريل/نيسان 2023، بعد رحلة جريئة إلى بر الأمان، وفق ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير لها الثلاثاء.

هروب خطير من السودان

قال المواطن اللبناني صهيب عائشة، الذي يدير مصنعاً للبلاستيك في السودان منذ أكثر من عقد: "قطعنا مسافة طويلة من الخرطوم إلى بورتسودان. واستغرقت منا حوالي 10 أو 11 ساعة". كما أضاف: "واستغرقنا 20 ساعة أخرى على متن هذه السفينة من بورتسودان إلى جدة".

بينما قالت راكبة لبنانية أخرى رفضت الكشف عن اسمها: "لم نكن ننام أو نأكل أو نشرب. عشنا أياماً صعبة كثيرة". وقال من وصلوا إلى الأراضي السعودية الإثنين، إنهم ممتنون لخروجهم من بلد أشارت نقابة أطبائه إلى "مشارح ممتلئة" و"جثث متناثرة في الشوارع".

وصول لاجئين إلى كينيا/ رويترز
وصول لاجئين إلى كينيا/ رويترز

حيث استقبلت السعودية حتى الآن 150 شخصاً بينهم دبلوماسيون ومسؤولون أجانب في جدة بعد بدء الاشتباكات بين الجيش السوداني و"الدعم السريع". وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بأنه في المجمل تم إجلاء 356 شخصاً إلى المملكة من السودان حتى الآن، 101 سعودي و255 أجنبياً من أكثر من 20 دولة.

دول غربية تسارع لإخراج رعاياها

شجعت عملية نفذتها القوات الخاصة الأمريكية مطلع هذا الأسبوع  الكثير من الدول الغربية الأخرى على إجلاء موظفيها الدبلوماسيين. وأنقذت عشرات الأشخاص من الخرطوم في أقل من ساعة.

إذ أرسلت فرنسا طائرتين إلى الخرطوم لإجلاء قرابة 400 شخص بينهم مواطنون فرنسيون ومواطنو دول أخرى، فيما نقلت القوات الجوية الألمانية حتى الآن 311 شخصاً على ثلاث طائرات من مطار بالقرب من الخرطوم.

بينما أعلنت بريطانيا أنها ستبدأ الثلاثاء عملية إنقاذ بعض الآلاف من الرعايا البريطانيين الذين لا يزالون عالقين في السودان بعد تعرضها لانتقادات بسبب تفويتها فرصة لإجلاء مواطنين آخرين غير الدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم.

استقبال السعودية أجانب فارين من السودان/ رويترز
استقبال السعودية أجانب فارين من السودان/ رويترز

ضغط السعودية على الجيش السوداني و"حميدتي"

هذا ويتعرض المسؤولون السعوديون لضغوط ليفعلوا ما هو أكثر من تسهيل عمليات الإجلاء، بالنظر إلى علاقتهم الوثيقة بالجنرالين المتقاتلين في الخرطوم وخارجها.

قال آلان بوسويل من مجموعة الأزمات الدولية لوكالة فرانس برس إن "السعودية طرف حاسم في الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في السودان". وأضاف: "الحكومات الإفريقية والغربية تتطلع إلى الرياض للمساعدة في إقناع الجيش السوداني بإعطاء فرصة للمحادثات".

تحميل المزيد